بِهِ غَالب مماليكه وأمرائه بل وغالب أُمَرَاء الدولة وَبعد صيته وَاسْتمرّ إِلَى أَن وَجهه الظَّاهِر فِي حُدُود سنة خمسين إِلَى مَكَّة لشَيْء قديم فِي نَفسه أَمِيرا على الراكز بهَا فدام بهَا إِلَى أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَخمسين فَأخْرج أقطاعه)
وَعَاد فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا إِلَى الْقَاهِرَة فدام بهَا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْمَنْصُور بإمرة عشرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء عَن نَحْو التسعين وَكَانَ قصير الْقَامَة مليح الشكالة فصيحا ذَا أدب وحشمة انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الرمْح وتعلمه وَلم يَنْفَكّ عَن تَعْلِيمه حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله.
كزل بالعجمي الظَّاهِرِيّ برقوق الْمعلم أَيْضا. كَانَ خاصكيا لسَيِّده ثمَّ بجمقدارا ثمَّ أمره عشرَة وَجعله استادار الصُّحْبَة ثمَّ قدمه النَّاصِر وولاه الحجوبية الْكُبْرَى، وَحج فِي أَيَّامه أَمِير الْمحمل ثمَّ بقاه الْمُؤَيد على التقدمة خَاصَّة وَجعله أَمِير جِدَار إِلَى أَن نَفَاهُ لدمشق بعد مُدَّة ثمَّ أمْسكهُ وَوَقعت لَهُ حوادث إِلَى أَن بَقِي أَمِير طبلخاناه فِي أَيَّام الْأَشْرَف وَسكن بداره فِي البرقية على عَادَته أَولا، ثمَّ حصل لَهُ بعد سنة ثَلَاثِينَ فالج تعطل بِهِ وَلزِمَ الْفراش إِلَى أَن أخرج إمرته وَأَعْطَاهُ أقطاعا جيدا يَأْكُلهُ طرخانا حَتَّى مَاتَ بعد أَن ذهل وَصَارَ لَا يتَكَلَّم فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَقد ناف على الثَّمَانِينَ فِيمَا قيل، وَكَانَ عَارِفًا بأنواع الفروسية كالرمح والنشاب والبرجاس قوي اللّعب إِلَى الْغَايَة لَكِن بِغَيْر تَرْتِيب وَلَا رونق وَكَونه غير شُجَاع وَلَا مشكور السِّيرَة فِي دُنْيَاهُ وَدينه متعاظما مستخفا بِالنَّاسِ خُصُوصا المعلمين مَعَ كَون فيهم من هُوَ أعرف مِنْهُ وَأحسن لعبا وَيذكر بمروءة وعصبية عَفا الله عَنهُ. كزل الْمعلم اثْنَان تقدما قَرِيبا.
كزل الناصري نِسْبَة لتاجره الخواجا نَاصِر الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق. كَانَ رَأْسا فِي تَعْلِيم الرمْح ولعبه، ترقى فِي الدول حَتَّى صَار فِي أَيَّام الْمُؤَيد مقدما مُدَّة ثمَّ استعفى وَلزِمَ دَاره حَتَّى مَاتَ فِي سنة نَيف وَعشْرين رَحمَه الله.
كزل نَائِب البهنسا. مِمَّن تَأمر فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ عصى مَعَ تغرى بردى المؤذي نَائِب حلب فِي سنة خمس وَعشْرين وَالظَّن أَنه قتل فِي تِلْكَ الْوَقْعَة.
كسباي الششماني الناصري ثمَّ المؤيدي أحد أُمَرَاء الطبلخاناه ومعلمي الرمْح. كَانَ من مماليك النَّاصِر ثمَّ ملكه الْمُؤَيد وَأعْتقهُ وَصَارَ خاصكيا فِي أَيَّام وَلَده المظفر ثمَّ دوادارا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ونالته مِنْهُ محن وَنفي للبلاد الشامية غير مرّة بِدُونِ ذَنْب يَقْتَضِيهِ وَقد عمله إينال أَمِير عشرَة وسَاق الْمحمل باشا ثمَّ سَافر أَمِير الركب الأول فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَحَمدَ تَدْبيره ثمَّ صَار أَمِير طبلخاناة فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute