للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

متواضعا حسن الْهَيْئَة والمحاضرة جميل الصُّورَة وَالْعشرَة كثير الفكاهة والنوادر والاستحضار صبورا على الإسماع حسن الود والمذاكرة سريع النادرة وعَلى ذهنه فَضَائِل وفوائد مَعَ الِاجْتِهَاد فِي الطّواف ومداومة التِّلَاوَة وَغَيرهمَا من أَسبَاب الطَّاعَة لكنه كَانَ كثير النعاس وَأَظنهُ من السهر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:

(إِذا الْعشْرُونَ من رَمَضَان ولت ... فواصل ذكر رَبك كل حِين)

(وَلَا تغفل عَن التطواف وقتا ... فَأَنت من الْفِرَاق على يَقِين)

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْبُرْهَان بن الشّرف الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد وَأبي بكر وَيعرف بِابْن عدنان وبابن أبي الْجِنّ. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق غير مرّة. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَلم يكن ماهرا لكنه كَانَ متواضعا بساما رَئِيسا وَأُصِيب قبل مَوته بقرحة فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَانْقَطع لَهَا مُدَّة بداره إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.)

عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ بن القضامي ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا وَأخذ النَّحْو عَن السّري أبي الْوَلِيد الْمَالِكِي وَالْفِقْه عَن الصَّدْر بن مَنْصُور الدِّمَشْقِي وبرع فيهمَا وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَالْأَدب والإنشاء وَله نظم لَيْسَ بذلك وَلكنه كَانَ غَايَة فِي الْمعرفَة بالشعر وَإِدْرَاك الْمعَانِي الدقيقة فِيهِ وَكتب الحكم للناصري بن الْبَارِزِيّ الشَّافِعِي بحماة وَكَذَا نَاب عَنهُ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَانْفَرَدَ برياستها فِيهِ وَكَانَ إِمَامًا رَئِيسا محتشما صَدرا كَبِيرا دينا عادلا فِي حكمه عَالما فَاضلا، وَمن نظمه:

(عين على المحبوب قد قَالَ لي ... رَاح إِلَى غَيْرك يَبْغِي اللجين)

(فَجِئْته بالتبر مستدركا ... فَقلت مَا جئْتُك إِلَّا بِعَين)

وَمِنْه وَقد جردت حمام تَقِيّ الدّين وسيق لَهَا المَاء من الناعورة الحاجبية:

(يَا أَيهَا الْحمام بِشِرَاك قد ... عدت إِلَى عصر الصِّبَا الذَّاهِب)

(كنت قَلِيل الما بغيضا لنا ... فصرت كَالْعَيْنِ من الْحَاجِب)

ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة فاجتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده وَسمع من نظمي وأنشدني شمس الدّين بن الْمصْرِيّ فِي سنة إِحْدَى عشرَة قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>