وَفهم الشُّعَرَاء وخفة روح الظرفاء يستحضر من الشّعْر الْقَدِيم والْحَدِيث جملَة كَثِيرَة وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعْدُود فِي زمرة الْحفاظ وَلَو علت سنه لَكَانَ أعجوبة الزَّمَان لكنه مَاتَ سنة ٧٤٤ أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة عَن ثَلَاثِينَ سنة
السَّيِّد مُحَمَّد بن علي بن الْحسن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن نَاصِر ابْن علي بن علي بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أَحْمد ابْن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق
الْحَافِظ شمس الدَّين أَبُو المحاسن الدمشقي ولد سنة ٧١٥ خمس عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والمزى وخلائق وَطلب بِنَفسِهِ فَأكْثر وَكتب بِخَطِّهِ فَبَالغ ورحل إِلَى مصر فَسمع من الميدومي وَغَيره
قَالَ الذهبي فِي الْمُخْتَص الْعَلامَة الْفَقِيه الْمُحدث طلب وَكتب وَهُوَ فِي زِيَادَة من التَّحْصِيل والتخريج والإفادة وَقَالَ ابْن كثير جمع رجال الْمسند وَجمع كتابا سَمَّاهُ التَّذْكِرَة فِي رجال الْعشْرَة اختصر التَّهْذِيب وَحذف مِنْهُ مَا لَيْسَ فِي السِّتَّة وأضاف إِلَيْهِم من فِي الْمُوَطَّأ والمسند ومسند الشافعى ومسند أَبى حنيفَة للجاربى وَاخْتصرَ الْأَطْرَاف ورتبه على الْأَلْفَاظ وَله مُجَلد لطيف فِي لذات الْحمام وَله الْعرف الذكي فِي النّسَب الزكي وَله ذيل على العبر للذهبي وَولى مشيخه دَار الحَدِيث وَله تَعْلِيق على الْمِيزَان بَين فِيهِ كثيراً من الأوهام وَشرع فِي شرح سنَن النَّسَائِيّ وذيل على طَبَقَات الذهبي وَمَات كهلا فِي آخر شعْبَان سنة ٧٦٥ خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَلَو طَال عمره كَغَيْرِهِ من الْحفاظ لَكَانَ من محَاسِن متأخريهم على أنه كَذَلِك مَعَ قصر عمره