والتدريس الى شهر صفر سنة ارْبَعْ وَعشْرين وسبعماية ثمَّ توفّي على ذَلِك فَجعل القَاضِي مُحَمَّد بن ابي بكر مَكَانَهُ رجلا يُقَال لَهُ احْمَد الرعاوي من المشيرق فَلبث قَلِيلا وَمرض فطلع بَلَده وَتُوفِّي وَصَارَ مَكَانَهُ رجلا من اليهاقر يُقَال لَهُ قَاسم بن عَليّ قَاسم الزكى تفقه بشيخنا أبي الْحسن الأصبحي وَلما توفّي شَيخنَا ارتحل الى تهَامَة فاخذ بهَا عَن ابْن الصريدح فَلم يزل على ذَلِك حَتَّى ولي أَبُو بكر بن الأديب فِي شعْبَان سنة سِتَّة عشرَة قَضَاء الْقُضَاة فَعَزله وَجعل مَكَانَهُ رجلا من الغز يعرف بِمُحَمد بن قَيْصر فاظهر فِي دُخُوله الْقَضَاء من الْعِبَادَة وَالصَّلَاة وَالصِّيَام مَالا ينْحَصر واضاف اليه ابْن الأديب قَضَاء تعز فاستناب على الْجند وَصَارَ يحكم بتعز وَيفْعل امورا لم يَسْتَطِيع أهل تعز صبرا عَلَيْهَا بل شكوه الى السُّلْطَان فَأمر ابْن الأديب بابعاده فدافع عَنهُ فَلم يقبل مِنْهُ السُّلْطَان فَصَرفهُ على كره مِنْهُ فابقاه على قَضَاء الْجند فَسَار سيرة كَانَ لَهُ فِيهَا هَنَات كَثِيرَة ثمَّ اسْتمرّ على كره من النَّاس ومدافعة من ابْن الاديب عَنهُ حَتَّى كَانَ فِي ربيع اول نزل حسن بن الاسد من ذمار بعسكر فَلم يقدر على دُخُول قاع الْجند حَتَّى خرج اليه ابْن قَيْصر الْمَذْكُور وجرأه على دُخُول الْجند فدخله ثمَّ جَاءَت لَهُ العساكر من تعز تُرِيدُ قِتَاله فَاقْتَتلُوا قتالا شَدِيدا وانكسر عَسَاكِر الْمُجَاهِد الى الْمَدِينَة فسعي هَذَا ابْن قَيْصر لَيْلَة وَيَوْما وافسد جَمِيع العساكر حَتَّى مالوا عَن الْمُجَاهِد الى ابْن الاسد وقصدوا تعز وحصروها سِتَّة أَيَّام وَفِي سابعها اقنضوا وَتحقّق للسُّلْطَان الْمُجَاهِد ذَلِك فامر بلزومه وَذَلِكَ فِي جمادي الاولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وصودر وَجعل مَكَانَهُ الْفَقِيه حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عمر العماكري فَوجدَ اضر مِنْهُ فعالا ومقالا فاستمر قَاضِيا حَتَّى دخلت سنة ارْبَعْ وَعشْرين فِي صفر رتب الْجند بَنو فَيْرُوز فخانوا وساعدوا ابْن قَيْصر فِي لزم القَاضِي حُسَيْن فَلَزِمَهُ وصادروه بمبلغ من الطَّعَام وَالدَّرَاهِم وَعَاد ابْن قَيْصر قَاضِيا وَلما وصل ابْن الدويدار كَانَ من اعظم الاسباب فِي دُخُوله الْجند ونهبها فَكَانَ فِي بُيُوتهم يَوْمئِذٍ النائحات وَفِي بَيته المحجرات والفرح فَلم يكن غير قَلِيل حَتَّى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute