الاول الشَّيْخ الرِّفَاعِي وَالثَّانِي الْقُدسِي فالرفاعي هُوَ ابو الْعَبَّاس احْمَد بن ابي حُسَيْن بن عَليّ بن ابي الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بالرفاعي بخفض الرَّاء وَفتح الْفَاء ثمَّ ألف ثمَّ عين مهمة ثمَّ يَاء نسب نِسْبَة إِلَى رجل من الْعَرَب قَالَ ابْن خلكان نقلت هَذِه النِّسْبَة من رجل من اهل بَيته قَالَ وَكَانَ رجلا صَالحا وفقيها شَافِعِيّ الْمَذْهَب
واصله من الْمغرب بغين مُعْجمَة ثمَّ سكن قَرْيَة من البطايح تعرف بام عُبَيْدَة بِفَتْح الْعين وخفض الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء المثنا من تَحت وَفتح الدَّال الْمُهْملَة ثمَّ هَاء سَاكِنة والبطائح بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة والطاء الْمُهْملَة ثمَّ الف ثمَّ همزَة لفظا وياء خطأ محفوضة ثمَّ حاء مُهْملَة وَهِي قرى مجتمعة وسط المَاء بَين وَاسِط وَالْبَصْرَة وَلها شهرة بالعراق قَالَ وَلما سكن ام عُبَيْدَة انْضَمَّ اليه جمع من الْفُقَرَاء واحسنوا الِاعْتِقَاد بِهِ وتبعوه ونسبوا اليه وَقيل لَهُم الرفاعية والبطائحية نِسْبَة الى مَكَانَهُ وَلَهُم أَحْوَال عَجِيبَة من اكل الْحَيَّات حَيَّة وَالنُّزُول الى التنانير وَهِي تضرم نَارا فيطفؤونها وَيُقَال انهم فِي بِلَادهمْ يركبون الْأسد وَمثل هَذَا لَهُم كثير من طَرِيق النّظر وَالسَّمَاع والمتحقق وَلَهُم مواسم يجْتَمع بهَا عِنْدهم عَالم كثير لَا يُحْصى يقومُونَ بكفايتهم وَلم يكن لَهُ عقب انما الْعقب لِأَخِيهِ واولاده يتوارثون المشيخة وَالْولَايَة الى تِلْكَ النَّاحِيَة الى الْآن وامورهم مَشْهُورَة مستفيضة فَلَا حَاجَة للاطالة فِيهَا وَكَانَ لَهُ مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الِاشْتِغَال بِالْعبَادَة شعر حسن مِنْهُ قَوْله ... اذا جن ليلِي هام قلبِي بذكركم ... انوح كَمَا ناح الْحمام المطوق