تقدّمت اليه مِنْهُ هَدِيَّة وَصَحبه قبل الْقَضَاء قَالَ الْمخبر فَوضع الْفَقِيه كمه على وَجهه وَحكم بَينهمَا بطرِيق الْحق ثمَّ حِين فرغا عزل نَفسه عَن الْقَضَاء وَكَانَ مبارك التدريس بذلك اثنى عَلَيْهِ الْفَقِيه مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ قَالَ وَكَانَ من ابرك المدرسين تدريسا وَكَانَ عَظِيم الخشية لله كثير الْخُشُوع سريع الْعبْرَة عِنْد ذكره الله تَعَالَى بِحَيْثُ كَانَ يُسمى البكا وَكَانَ مِمَّن يزار ويتبرك بِهِ وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وستماية
وَخَلفه ابْنه اسماعيل وَهُوَ اُحْدُ الِاثْنَيْنِ من ابْنة الْفَقِيه اسماعيل وَكَانَت فِيهِ مَكَارِم واخلاق وَفقه وَكَانَت وَفَاته بجمادي الاولى سنة تسع وسبعماية وَخَلفه أَخُوهُ مُحَمَّد مولده سنة ارْبَعْ وَسبعين وستماية وَهُوَ الان الْمدرس مَكَان ابيه واخيه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية وَيذكر عَنهُ الدّين وَله ولد يعرف بالبدر معيدا الْآن فِي هَذِه الْمدرسَة مولده سنة خمس وَعشْرين وستماية والنظامية مدرسة بزبيد انشأها الاستاذ مُخْتَصّ بن عبد الله الملقب نظام الدّين كَانَ مولا لغازي بن جِبْرَائِيل الَّاتِي ذكره فِي الدول ثمَّ خدم مَعَ الْمَنْصُور فَجعله اتابك وَلَده المظفر فاحسن التربية وتاديبه يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْيمن فَيُقَال ادب مُخْتَصّ وَلما صَار الْملك الى المظفر جعل لَهُ طبلخانه واقطاعا جاملا فَكَانَ كُفؤًا لما ندب لَهُ شجاعا مقداما ذَا همة عاليه فان شكى عَلَيْهِ ذُو ضَرُورَة
ازالها وان كَانَ عَن خساسة زبره وَكَانَ رَاغِبًا فِي طلب الاجر وَبَقَاء الذّكر كثير الصَّدَقَة بنى مدارس مُتعَدِّدَة مِنْهَا