فسألوا الْأمان لأهل دمشق وَقدمُوا لَهُ مأكل كَانَت مَعَهم فَلم يلْتَفت إِلَيْهَا وَقَالَ: قد بعثت إِلَيْكُم الْأمان وصرفهم فعادوا إِلَى الْمَدِينَة بعد الْعَصْر من الْجُمُعَة سَابِع الشَّهْر وَلم يخْطب بهَا فِي هَذِه الْجُمُعَة لأحد من الْمُلُوك. وَكَانَ قد وصل إِلَى دمشق فِي يَوْم الْخَمِيس سادس الشَّهْر أَرْبَعَة من التتار من جِهَة غازان وَمَعَهُمْ الشريف القمي وَكَانَ قد توجه قبل توجه الْجَمَاعَة هُوَ وَثَلَاثَة من أهل دمشق إِلَى غازان فَعَاد وَبِيَدِهِ أَمَان لأهل دمشق. ثمَّ قدم فِي يَوْم الْجُمُعَة سابعه بعد صَلَاة الْجُمُعَة الْأَمِير إِسْمَاعِيل التتري بِجَمَاعَة من التتر وَدخل الْمَدِينَة يَوْم السبت ليقْرَأ الفرمان بالجامع فَاجْتمع النَّاس وَقَرَأَ بعض الْعَجم الواصلين مَعَ الْأَمِير إِسْمَاعِيل الفرمان بتأمين الكافة وَعَاد إِسْمَاعِيل إِلَى منزله بَعْدَمَا صلى الْعَصْر. وَفِي يَوْم الْأَحَد: أَخذ أهل دمشق فِي جمع الْخَيل وَالْبِغَال وَالْأَمْوَال فَنزل غازان على دمشق يَوْم الْإِثْنَيْنِ عاشره وعاثت عساكره فِي الغوطة وَظَاهر الْمَدِينَة تهب وتفسد وَنزل قبجق وبكتمر السِّلَاح دَار. بِمن مَعَهُمَا فِي الميدان الْأَخْضَر وامتدت التتر إِلَى الْقُدس والكرك تنهب وتأسر. وَامْتنع الْأَمِير علم الدّين سنجر المنصوري الْمَعْرُوف باسم أرجواش بقلعة دمشق وَسَب قبجق وبكتمر سباً قبيحاً وَكَانَا قد تقدما إِلَيْهِ وأشارا عَلَيْهِ بِالتَّسْلِيمِ. وَفِي بكرَة يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشره: تقدم الْأَمِير إِسْمَاعِيل التتري إِلَى الْقُضَاة والأعيان بِالْحَدِيثِ مَعَ أرجواش فِي تَسْلِيم القلعة وَإنَّهُ إِن امْتنع نهب الْمَدِينَة وَوضع السَّيْف فِي الكافة. فَاجْتمع عَالم كَبِير وبعثوا إِلَى أرجواش فِي ذَلِك فَلم يجب وتكررت الرُّسُل بَينهم وَبَينه إِلَى أَن سبهم وجبههم وَقَالَ: قد وَقعت إِلَى بطاقة بِأَن السُّلْطَان قد جمع الجيوش بغزة وَهُوَ وَاصل عَن قريب وَفِي ثَانِي عشره: دخل الْأَمِير قبجق إِلَى الْمَدِينَة وَبعث إِلَى أرجواش فِي التَّسْلِيم فَلم يجب. وَفِيه كتبت عدَّة فرمانات إِلَى أرجواش من قبجق وَمن مقدم من مقدمي التتار ذكر إِنَّه رَضِيع الْملك غازان وَمن شيخ الشُّيُوخ نظام الدّين مَحْمُود بن على الشَّيْبَانِيّ وَغَيره فَلم يجب وَأخذ النَّاس فِي تحصين الدروب وَقد اشْتَدَّ خوفهم. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشره: خطب لغازان على مِنْبَر دمشق بألقابه وَهِي: السُّلْطَان الْأَعْظَم سُلْطَان الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين مظفر الدُّنْيَا وَالدّين مَحْمُود غازان وَصلى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute