من الدَّقِيق بِمِائَة دِرْهَم والقدح من الْأرز بِثَلَاثَة عشر درهما والأردب الْقَمْح فِي الْبَحْر للطحان بثلاثمائة وَخمسين سوى كلفه وَلمن عدا الطَّحَّان من النَّاس بِحَسب تشدد بَائِعه فاشتري بثمانمائة وَألف دِرْهَم الأردب وشح كل أحد بِهِ وَامْتنع من عِنْده مِنْهُ شَيْء أَن يَبِيعهُ وَإِن بَاعَ فَلَا يسمح مِنْهُ إِلَّا بِقَلِيل وبلع الأردب الشّعير - إِن وجد - إِلَى مِائَتَيْنِ وَخمسين والأردب الفول إِلَى ثَلَاثمِائَة دِرْهَم وَبلغ الْحمل من التِّبْن إِلَى مِائَتَيْنِ وبيعت أَرْبَعَة أحمال بِأَلف دِرْهَم حسبها أَن تكون قدر حملين فِيمَا كُنَّا نعهده. وتزايد سعر الذَّهَب فَبلغ المثقال إِلَى مِائَتَيْنِ وَسبعين درهما وَالدِّينَار الأفرنتي إِلَى مِائَتَيْنِ وَخمسين درهما وَالدِّينَار الناصري إِلَى مِائَتَيْنِ ثمَّ اشْتَدَّ الْأَمر فندب نَائِب الْغَيْبَة إِلَى كل فرن جمَاعَة من الأجناد يقفون بِهِ لمنع الْعَامَّة من الخطف والنهب وَقعد حَاجِب الْحجاب بِنَفسِهِ على فرن بِخَط التبانة وَمَعَهُ عدَّة من مماليكه حَتَّى وجد الْخبز على الحوانيت بالأسواق بَعْدَمَا عجز الْكثير من النَّاس عَن الْخبز واعتاضوا عَن أكله بالفول الْأَخْضَر والقلقاس وَلَوْلَا لطف الله تَعَالَى بعباده وَكَون الْبَهَائِم مرتبطة على البرسيم الْأَخْضَر لهلكوا من عِنْد آخِرهم جوعا فَإِن الْقدح الفول بلغ أَرْبَعَة دَرَاهِم وَتعذر وجود الشّعير وَخرج النَّاس أَفْوَاجًا إِلَى الأرياف فاشتروا الْقَمْح بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم الأردب غير كلفه وَأَنا استقام على أردب قَمح فِي آخر ذِي الْقعدَة اشْترى لي من الرِّيف مَعَ - الْعِنَايَة - بستمائة دِرْهَم. وَأهل ذُو الْحجَّة: وَالنَّاس فِي جهد جهيد من تعذر وجود الْخبز والدقيق والقمح إِلَّا بعناء ومشقات كَثِيرَة مَعَ تواصل مَجِيء مراكب الغلال ونزول الْغَيْث الْمُحْتَاج إِلَيْهِ فِي وَقت الْحَاجة وخصب الزروع وَكَثْرَتهَا وَقرب أَوَان مَجِيء الْغلَّة الجديدة وَلَكِن الله يفعل مَا يُرِيد. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشْرين شَوَّال: قدم الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج إِلَى الْقَاهِرَة وَقد عَاد من بَغْدَاد إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ بحلب فولاه كشف الشرقية والغربية والبحيرة ورد إِلَيْهِ أَمر قطيا. وَفِي يَوْم السبت رَابِع عشْرين ذِي الْقعدَة: قدم كتاب السُّلْطَان بِأَنَّهُ قدم دمشق وعزم على عوده إِلَى الْقَاهِرَة وَأَنه قبض على الْأَمِير سودن القَاضِي وخلع عَليّ بردى باك قصقا وَاسْتقر بِهِ عوضه رَأس نوبَة كَبِيرا وسجن سودن القَاضِي. ورسم السُّلْطَان بتجهيز وَلَده الْأَمِير صارم الدّين إِبْرَاهِيم لملاقاته فَسَار إِلَيْهِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرينه وَفِي خدمته الْأَمِير سودن حَاجِب الْحجاب والأمير كزل العجمي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute