فأهانه وَأَخذهَا مِنْهُ وأتى إِلَى الْقبَّة وَضرب شيخ الخدام بِيَدِهِ أَلْقَاهُ على الأَرْض وَكسر الأقفال ودخلها وَمَعَهُ جمَاعَة فَأخذ مَا هُنَاكَ فَمن ذَلِك أحد عشر حوائج خاناه وصندوقين كبيرين وصندوقاً صَغِيرا فِيهَا ذهب من ودائع مُلُوك الْعرَاق وَغَيرهم. وَأخرج خَمْسَة آلَاف شقة بطاين معدة لأكفان الْمَوْتَى فَنقل ذَلِك كُله وهم أحد بني عَمه بِأخذ قناديل الْحُجْرَة الشَّرِيفَة فَمَنعه. وَأخذ آخر بسط الرَّوْضَة فَأمره جماز بردهَا. وصادر بعض الخدام. ثمَّ خرج من الْغَد حادي عشره راحلاً فقصد الْعَرَب المجتمعة الرُّجُوع فَرَمَاهُمْ النَّاس بِالْحِجَارَةِ. فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة تَاسِع عشره: وصل الشريف عجلَان بن نعير من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة أَمِيرا عَلَيْهَا من قبل حسن بن عجلَان وَمَعَهُ آل مَنْصُور فَنُوديَ بالأمان. وَمن الْغَد قدم الْعَسْكَر من مَكَّة مَعَ الشريف أَحْمد بن حسن بن عجلَان وهم سِتُّونَ مَا بَين فَارس وراجل وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ مَمْلُوكا وصحبتهم رَضِي الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المطري مُتَوَلِّيًا قَضَاء الْمَدِينَة من قبل السُّلْطَان قدم من الْقَاهِرَة بولايته فَقَرَأَ توقيعه بعد توقيع الشريف حسن بن عجلَان وتضمن استقراره فِي سلطنة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وينبع وخليص والصفراء وأعمالهم. وَقُرِئَ بعده مرسوم آخر باستقرار الشريف ثَابت وتسلميه الْمَدِينَة وإيقاع الحوطة على الشريف جَازَ وَمَا تَحت يَده من نَاطِق وصامت. وَقَرَأَ توقيع من جِهَة الشريف باستنابته عجلَان بن نعير على الْمَدِينَة. ثمَّ توجه الْعَسْكَر بعد أَيَّام من الْمَدِينَة عَائِدًا إِلَى مَكَّة. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الْأَحَد: فِي تاسعه: أَخذ عَسْكَر الْأَمِير شيخ - نَائِب الشَّام - أنطاكية من التركمان البازانية بعد حَرْب فَسَار أَحْمد بن رَمَضَان بالأمير نوروز وَمن مَعَه وَلم يُمكن الْعَسْكَر مِنْهُ. وَفِي رَابِع عشره: اسْتَقر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن كَمَال الدّين عمر بن العديم فِي قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة بديار مصر بعد موت أَبِيه وَهُوَ أَمْرَد لَيْسَ بِوَجْهِهِ شعر. وَكَانَت ولَايَته إِحْدَى الدَّوَاهِي والمصائب الْعِظَام. وَفِي ثَالِث عشرينه: قدم شاهين دوادار الْأَمِير شيخ إِلَى دمشق وَمَعَهُ سودن المحمدي وطوخ وسودن اليوسفي وَقد قبض عَلَيْهِم الْأَمِير شيخ فاعتقلوا بقلعة دمشق. وقدمت رَأس حُسَيْن بن صدر الباز زعيم التركمان إِلَى دمشق وَذَلِكَ أَنه لما