سَار إِلَى حلب فَتَلقاهُ المشطوب وَقَامَ لَهُ بِمَا يَلِيق بِهِ ثمَّ أَشَارَ عَلَيْهِ أَن يطْلب من السُّلْطَان الْأمان وَيدخل فِي طَاعَته فَلم يُوَافقهُ. وَمَال المشطوب إِلَى طَاعَة السُّلْطَان وَترك نوروز. وَامْتنع عَلَيْهِ بقلعة حلب ففر نوروز من حلب وَقصد ملطية وَاسْتمرّ المشطوب فِي القلعة. وَفِي ثامن عشره: سَار يشبك الموساوي من دمشق يُرِيد الْقَاهِرَة وَقد ظلم النَّاس ظلما كثيرا. وَفِي سَابِع عشرينه: قدم إِلَى دمشق صدر الدّين عَليّ بن الْآدَمِيّ من الْقَاهِرَة وَقد ولاه السُّلْطَان كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق وَقَضَاء الْحَنَفِيَّة وَكَانَ الْأَمِير شيخ قد سيره رَسُولا إِلَى السُّلْطَان لما أَخذ دمشق وَلبس تشريف النِّيَابَة وَبعث مَعَه ألطنبغا شتل وقاصد الْأَمِير عجل بن نعير وَكتب مَعَه إِلَى الْأَمِير جمال الدّين الأستادار فأنزله جمال الدّين وأنعم عَلَيْهِ وتحدث لَهُ مَعَ السُّلْطَان حَتَّى ولاه ذَلِك وَأَعَادَهُ مكرماً. فَلم يمض الْأَمِير شيخ لَهُ كِتَابَة السِّرّ وَأقرهُ على وَظِيفَة قَضَاء الْحَنَفِيَّة فَقَط. وَفِي تَاسِع عشرينه: قدم قَاصد السُّلْطَان إِلَى دمشق بتشريف الْأَمِير تمراز الْأَعْوَر واستقراره أتابك الْعَسْكَر بِدِمَشْق وَكَانَ الْأَمِير شيخ قد كتب يسْأَل لَهُ فِي ذَلِك. شهر جُمَادَى الأولى أَوله السبت. فِي سَابِع عشره: قبض السُّلْطَان بقلعة الْجَبَل على الْأَمِير بيغوت - أخص الْأُمَرَاء عِنْده - وعَلى الْأَمِير سودن بقجة وعَلى الْأَمِير أرنبغا أحد أُمَرَاء الطبلخاناة من إخْوَة بيغوت وعَلى الْأَمِير أينال الأجرود أحد أُمَرَاء الطبلخاناه وعَلى الْأَمِير قرا يشبك أَمِير عشرَة وسجنهم بِالْقصرِ وأحاط بِأَمْوَالِهِمْ. ثمَّ بعث بيغوت وسودن بقجة وقرا يشبك إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجنوا بهَا. وَذبح أرنبغا وأينال الأجرود وأنعم على أينال المنقار وعلان ويشبك المرساوي وَعمل كل مِنْهُمَا أَمِير مائَة وَفِي خَامِس عشرينه: اسْتَقر نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدّين عمر ابْن العديم الْحَنَفِيّ فِي مشيخة خانكاه شيخو وتدريس الْحَنَفِيَّة بهَا برغبة أَبِيه لَهُ عَنْهَا كَمَا وغب لَهُ عَن تدريس الْمدرسَة المنصورية فباشر ذَلِك مَعَ صغر سنه وَكَثْرَة جنه فيا نفس جدي إِن دهرك هازل.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute