للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفُنُون ويفيد بالفتاوى وَقد كف بَصَره وَكَانَ لَهُ على أهل البطالات وَطْأَة شَدِيدَة وَله أنظار على نهج الصِّحَّة والرصانة مشحونة بهَا الْكتب المأنوسة للدرس والتدريس واختيارات مِنْهَا فسخ زَوْجَة الْغَائِب وَالْقَوْل بِمذهب الْقَاسِم والمالكيه من طَهَارَة قَلِيل المَاء مَا لم يتَغَيَّر أحد أَوْصَافه وَالْقصاص فِي اللَّطْمَة كَمَا هُوَ مَذْهَب يحيى وَاخْتَارَهُ الإِمَام شرف الدّين عَلَيْهِ السَّلَام وَانْفَرَدَ بقوله إِن الزَّوَال ميل الظل أدنى ميل فِي الشتَاء والصيف من غير فرق كَذَا روى عَنهُ وَنقل الْقُرْآن غيبا بعد أَن كف بَصَره واستكتب جَامع الْأُصُول لإبن الْأَثِير وسَمعه عَلَيْهِ بعض أَوْلَاده فَكَانَ حسن الختام وقبر جنوبي مَسْجِد بَاب السبحة خَارج صنعاء الْيمن

وفيهَا أَو الَّتِي قبلهَا توفّي الْعَلامَة الْمُحدث أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن علا الدّين البابلي الْمصْرِيّ إستقر بِمَكَّة أَيَّامًا ينفتق بديمة آرائه زهور الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية ويتعطر بنفحات إمْلَائِهِ مجَالِس السّنة النَّبَوِيَّة مَعَ حفظ رائع وتلقين نَافِع حَتَّى شهد لَهُ من يسند إِلَيْهِ الْعرْفَان فِي فنون شَتَّى وَأَنه وحيد عصره وَإِمَام دهره وَلما فَارق حبيبته إشتاق إِلَى وَطنه من بِلَاد مصر فَسَار إِلَيْهِ وَمَات فِيهِ وَمن الْمَنْسُوب لَهُ

(رب إِمَام قَلِيل فهم ... يؤم النَّاس ثمَّ يجحف)

(مُخَالفا فِيهِ قَول طه ... من آم بِالنَّاسِ فليخفف)

وَفِي شوالها توفّي الشَّيْخ الْعَارِف عبد الرَّحِيم بن بادشاه اللاهوري بمحروس شهارة حَضْرَة الإِمَام كَانَ متمسكا بالعمليات غير خَال عَن الْفَائِدَة وَقد سمع فِي الحَدِيث من البابلي مقدم الذّكر والعلامة زين العابدين بن عبد الْقَادِر الطَّبَرِيّ وَذكر أَن أَعلَى من الْأَسَانِيد فِي وقته إِسْنَاد زين العابدين شَيْخه واستكتب بِحَضْرَة الإِمَام أَحْكَام الْهَادِي وأمالي أَحْمد بن عِيسَى ومستدرك الْحَاكِم وَأكْثر

<<  <   >  >>