الْوَجْه الثَّالِث من أوجه الْجَواب عَن الحَدِيث الثَّالِث لم لَا يجوز أَن يكون الْوَلِيّ هُنَا بِمَعْنى الْمُحب الموَالِي ضد الْعَدو وَالتَّقْدِير وَهُوَ متوليكم ومحبكم بعدِي وَيكون المُرَاد بالبعدية هُنَا البعدية فِي الرُّتْبَة لَا بعدية وَفَاته
أَي الْمُتَقَدّم فِي تولي الْمُسلمين ومحبتهم أَنا ثمَّ على فِي الدرجَة الثَّانِيَة لمكانته مني وقربه ومناسبته فَهُوَ أولى بمحبة من أحبه وتولي من أتولاه ونصرة من أنصره وإحارة من أجيره وَالْحَاصِل أَن هَذَا الحَدِيث يَعْنِي حَدِيث من كتب مَوْلَاهُ لَيْسَ نصا على إِمَامَة عَليّ كرم الله وَجهه وَكَيف يكون نصا وَلم يحْتَج بِهِ هُوَ وَلَا الْعَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَلَا غَيرهمَا وَقت الْحَاجة إِلَى الِاحْتِجَاج وَإِنَّمَا احْتج بِهِ عَليّ فِي خِلَافَته يَقُول رَاوِي ذَلِك أَبُو الطُّفَيْل كَمَا عِنْد أَحْمد وَالْبَزَّار جمع عَليّ النَّاس بالرحبة يَعْنِي بالعراق لما آلتْ إِلَيْهِ الخلافةُ فَقَامَ فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ لَهُم أُشهد الله من شهد يَوْم غَدِير خم إِلَّا قَامَ وَلَا يقوم رجل يَقُول نبئت وَبَلغنِي إِلَّا رجل سمعتْ أذنَاهُ ووعى قلبه فَقَامَ سبعةَ عشرَ صحابياً وَفِي رِوَايَة ثَلَاثُونَ فَقَالَ هاتوا مَا سَمِعْتُمْ فَذكرُوا الحَدِيث الْمُتَقَدّم وَمن جملَته من كنت مَوْلَاهُ فعلي مَوْلَاهُ فَقَالَ صَدقْتُمْ وَأَنا عَلَى ذَلِك من الشَّاهِدين فَلَو كَانَ نصا لاحتج بِهِ وَمنع غَيره كَمَا منع أَبُو بكرِ الْأَنْصَار بِخَبَر الْأَئِمَّة من قُرَيْش فأطاعوه مَعَ كَونه خبرَ واحدٍ وَتركُوا الْإِمَامَة وادعاءها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute