للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المصلحةَ فِي استخلافِ غَيْرك فيتخلف حكم الِاسْتِخْلَاف عَن مُقْتَضَاهُ بمعارض أقوى مِنْهُ يَقْتَضِي خِلَافه وَلَيْسَ فِي شيءِ من هَذَا كُله دَلِيل على أَنه الْخَلِيفَة بعد مَوته

وَأما الحَدِيث الثَّانِي فَقَوله فِيهِ فَتعين أحد مَعْنيين إِمَّا النَّاصِر وَإِمَّا الْمولى بِمَعْنى الْمُتَوَلِي فَنحْن نقُول بِمُوجبِه لَا بالتقدير الَّذِي قدروه وَالْمعْنَى الَّذِي عَلَيْهِ نزلوه لَا بل يكون التَّقْدِير من كنتُ ناصرَهُ فعلي ناصرهُ لِأَن عليا جلَّى من الكروب فِي الحروب مَا لم يجله غَيره وَفتح الله على يَدَيْهِ فِي زَمَنه

مَا لم يفتح على يَد غَيره وشهرةُ ذَلِك تغني عَن الِاسْتِدْلَال عَلَيْهِ والتطويل فِيهِ وَإِذا كَانَ بِهَذِهِ المثابة كَانَ ناصراً من كَانَ النَّبِي

ناصره لما أشاد الله بِهِ من دعائم الْإِسْلَام المثبتة لِرَبِّهَا مِنْهُ فِي عنق الْخَاص وَالْعَام بنصرة الْمُسلمين وإشادة منار الدّين وَيكون الْمَعْنى من كنت ناصرَهُ فعلي ناصره وَإِن كَانَ ذَلِك وَاجِبا على كل وَاحِد من الصَّحَابَة بل من الْأمة لَكِن أثبت بذلك لعَلي نوع اختصاصٍ لِأَنَّهُ أقربهم إِلَيْهِ وأولاهم بالانتصار لمن نَصره وَهَذَا أولى من حمل النَّاصِر على الْمَعْنى الَّذِي ذَكرُوهُ لما يسْتَلْزم ذَلِك من الْمفْسدَة الْعَظِيمَة والوصمة الفظيعة فِي جلة أَصْحَاب رَسُول الله

من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار على مَا سنقرره فِي الْجَواب عَن الحَدِيث الثَّالِث الَّذِي أخرجه أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ عَن عمرَان بن حُصَيْن مِمَّا يدل على أَنه لَا يجوز حمله على معنى الِاسْتِخْلَاف بعده عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَلَا على معنى الْمُتَوَلِي ليَكُون التَّقْدِير فعلي وليه أَي مُتَوَلِّي أمره بعده فَلَا يَصح ذَلِك إِذْ الْإِجْمَاع مُنْعَقد على أَنه لم يرد

ذَلِك فِي الْحَالة الراهنة فَيكون هَذَا الحَدِيث الثَّانِي كالحديث الثَّالِث الَّذِي سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ مُسْتَوْفِي قَرِيبا على أَنا نقُول لم لَا يجوز أَن يكون المُرَاد الْوَلِيّ الْمُنعم اسْتِعَارَة من مولى الْعتْق التفاتاً إِلَى الْمَعْنى الْمُتَقَدّم آنِفا فِي معنى النَّاصِر فَيكون التَّقْدِير من أنعم الله عَلَيْهِ بالهداية على يَدي نبيه إِلَى الْإِسْلَام وَالْإِيمَان حَتَّى اتّصف النَّبِي

بِأَنَّهُ مَوْلَاهُ فقد أنعم الله عَلَيْهِ أَيْضا باستقامة أَمر دينه وأمانه من أَعدَاء الدّين وخذلانهم وَقُوَّة الْإِسْلَام وإشادة دعائمه على يَد عَليّ بن أبي طَالب بِمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>