للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اخْتَصَرَهُ بعض من ألف السّير كَمَا ذكرنَا وَطوله أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ وَهَذَا حَاصله انْتهى ثمَّ بَلغهُمْ بِأَرْض الْحَبَشَة أَن أهل مَكَّة قد سجدوا مَعَ النَّبِي

واسلموا وَذَلِكَ حِين صلى النَّبِي

فقرأة سُورَة النَّجْم حَتَّى بلغ {أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى ومنواة الثاثة الأُخْرَى} النَّجْم ١٩ ٢٠ ألْقى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته أَي فِي تِلَاوَته هَاتين الجملتين تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شفاعتهن لترتجى فَلَمَّا ختم السُّورَة سجد وَسجد مَعَه الْمُشْركُونَ لتوهمهم أَنه ذكر آلِهَتهم بِخَير فَمشى ذَلِك فِي النَّاس وأظهره الشَّيْطَان حَتَّى بلغ أَرض الْحَبَشَة وَمن بهَا من الْمُسلمين وتحدثوا أَن أهل مَكَّة قد أَسْلمُوا كلهم وصلوا مَعَه

وَقد أَمن الْمُسلمُونَ بِمَكَّة فَأَقْبَلُوا سرَاعًا من الْحَبَشَة والغرانيق جمع غرنوق وغرنيق وَهِي فِي الأَصْل الذُّكُور من طيور المَاء سميت بذلك لبياضها وَقيل هُوَ الكركي والغرنوق أَيْضا هُوَ الشَّاب الْأَبْيَض الناعم وَكَانُوا يَزْعمُونَ أَن الْأَصْنَام تقربهم من الله وَتشفع لَهُم فشبهت بالطيور الَّتِي تعلوا فِي السَّمَاء وترتفع قلت وَهَذِه الْقِصَّة قد وَهن اصلها وَادّعى وَضعهَا جماعات من الْعلمَاء مِنْهُم القَاضِي عِيَاض وَالْفَخْر الرَّازِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ رُوَاة هَذِه الْقِصَّة مطعونون وَأَيْضًا فقد روى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه قِرَاءَة سُورَة النَّجْم وَسُجُود الْمُسلمين مَعَه

وَالْمُشْرِكين وَالْإِنْس وَالْجِنّ وَلَيْسَ فِيهِ حَدِيث الغرانيق ثمَّ قَالَ وَقيل إِنَّهَا من وضع الزَّنَادِقَة وَلَا أصل لَهَا انْتهى وصححها جمَاعَة مِنْهُم ابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن الْمُنْذر وأخرجها من طرق وَكَذَا ابْن مرْدَوَيْه وَالْبَزَّار وَابْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة ومُوسَى بن عقبَة فِي الْمَغَازِي وَأَبُو معشر فِي السِّيرَة كَمَا نبه عَلَيْهِ الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير وَغَيره لَكِن قَالَ إِن طرقها كلهَا مُرْسلَة وَإنَّهُ لم يرهَا مُسندَة من وَجه صَحِيح

<<  <  ج: ص:  >  >>