وفيهَا يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري رَجَب مِنْهَا وصل قَاصد من يَنْبع يخبر بورود مستلم مُحَمَّد بك الْمَعْزُول بِهِ أَحْمد باشا صَاحب جدة ثمَّ فِي لَيْلَة الْخَمِيس غرَّة شعْبَان مِنْهَا وصل المستلم بِصُورَة أَمر سلطاني يعْزل أَحْمد باشا هَذَا صَاحب جدة وَشَيخ حرم مَكَّة والطلب الحثيث لَهُ بِسُرْعَة وعَلى الصُّورَة خطّ قَاضِي عَسْكَر مصر والعدول بِولَايَة السنجق مُحَمَّد بك مَكَانَهُ فَصَعدَ هُوَ ونائب الْحرم السَّيِّد مُحَمَّد وَقد فوض السنجق النِّيَابَة إِلَيْهِ إِلَى مَوْلَانَا الشريف المرحوم فألبسهما مَوْلَانَا الشريف قفطانين وَأقر مِنْهُمَا الخاطر وَالْعين ثمَّ نزل فسجله قَاضِي الشَّرْع وَأرْسل مَوْلَانَا الشريف إِلَى أَحْمد باشا يُخبرهُ بوصول المستلم وَمَا مَعَه وَأقَام المستلم يَوْمه بِمَكَّة وَصلى الْجُمُعَة ثَانِيه ثمَّ توجه إِلَيْهِ إِلَى جدة المعمورة فقابله الْمُقَابل الْحسن وَألبسهُ قفطاناً وَجعل لَهُ حَال دُخُوله موكباً عَظِيما وَمد لَهُ سماطاً ثمَّ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع شعْبَان وصل أَحْمد باشا إِلَى مَكَّة وتأهب للرحيل على غَايَة السرعة والتعجيل وقاد إِلَيْهِ مَوْلَانَا المرحوم الشريف أَحْمد على طَرِيق الرِّعَايَة والمعونة نَحْو الْعشْرين من نَجَائِب الركائب الميمونة وَكَذَلِكَ قاد إِلَيْهِ مَوْلَانَا الشريف أَحْمد متع الله بحياته ثنتى عشرَة من الركائب إِحْدَاهُنَّ مكملة الْآلَة بالشداد الْمحلى وَمَا يتبعهُ ثمَّ لما كَانَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ عَاشر الشَّهْر الْمَزْبُور توجه خَارِجا من ثنية الْحجُون فِي خيل نَحْو الثَّلَاثِينَ إِذْ يُعدون مَشى مَعَه السَّيِّد عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ وَبَعض القواد إِلَى المأمن وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشري الشَّهْر الْمَذْكُور وصل إِلَى مَكَّة السنجق مُحَمَّد بك أَمِير اللِّوَاء الْمُتَقَدّم الذّكر فتُلقى بالآلاى والموكب الْعَظِيم فَأَقَامَ إِلَى يَوْم الْجُمُعَة مستهل رَمَضَان وَصلى الْجُمُعَة وَنزل جدة يَوْمه ذَاك وَفِي هَذَا الشَّهْر ورد الْخَبَر عَن قَرْيَة الطَّائِف بِأَن قد طَاف عَلَيْهَا من الدبى طائف فظل يتهافت على الْأَشْجَار والزروع وَعلا تِلْكَ الساحات والربوع يَأْكُل مَا دب عَلَيْهِ ودرج ويقرئ النَّاس كتاب الشدَّة بعد الْفرج وأناف على القمَّل والضفادع وبذل نَفسه لَهُم فِي المآكل والمشارب والمضاجع وَترك الْأَشْجَار عَارِية كَأَنَّهَا محروقة وَالْأَرْض من تِلْكَ الْبُقُول والقطاني مُجَرّدَة مطروقة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute