ركب مِنْهُ فَدخل الْمَدِينَة يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر الشَّهْر الْمَذْكُور فزار قبر جده وتملا بأنوار سعده وَفِي يَوْم الْأَحَد سادس عشري الشَّهْر الْمَذْكُور وصل قَاصد من الْوَزير الْمَذْكُور أَيْضا بهدية مِنْهَا فرو وَسيف لمولانا المرحوم الشريف وَوصل مَعَه قفطان لشيخ الْحرم النَّبَوِيّ دَاوُد أغا من الْوَزير الْمَذْكُور أَيْضا فلبسه شيخ الْحرم بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَاسْتمرّ مَوْلَانَا الشريف بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة إِلَى أَن برز مِنْهَا ثَانِي ذِي الْقعدَة الْحَرَام وَدخل مَكَّة محرما بِالْعُمْرَةِ لَيْلَة هِلَال ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة فَطَافَ لعمرته وسعى شكر الله سَعْيه ثمَّ عَاد إِلَى مخيمه بالزاهر على عَادَة أسلافه الأكرمين ثمَّ دخل صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم فِي موكب يبهر الناظرين وَيسر البادين والحاضرين وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع ذِي الْحجَّة من السّنة الْمَذْكُورَة وصل إِلَى مَكَّة من الْأَبْوَاب الْعَالِيَة قفطان من السمور الملوكي عاليه صوف أَبيض يَصْحَبهُ مرسوم سلطاني ومرقوم خاقاني يفصح بالثناء على مَوْلَانَا الشريف بالنعت الأكرم الأمجد فألبسه بِالْحَطِيمِ وَقُرِئَ ذَلِك المنشور الْكَرِيم وَكَانَ الْوَاصِل بِهِ فَخر الأغوات الْعِظَام إِبْرَاهِيم أغا فَكَانَ أعظم موكب فِي ذَلِك الْمقَام وسر بِهِ الْخَاص وَالْعَام وَفِي يَوْم الْخَمِيس عشري ذِي الْحجَّة مِنْهَا أَمر صَاحب جدة أَحْمد باشا بهدم كل خلْوَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فهدمت وَمَا لم يُمكن هَدمه مِنْهَا لكَونه من بنية الْمَسْجِد فِي نفس جِدَاره أَو لكَونه فَوْقه بِنَاء سَده بِبِنَاء مُدعيًا أَن لذَلِك سَببا هُوَ سَمَاعه بِحُصُول فسق فِي بَعْضهَا وَالله أعلم بالحقائق ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ هلالها بالإثنين فَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع محرم الْحَرَام مِنْهَا كَانَت وَاقعَة من أَحْمد باشا الْمَذْكُور إِلَى الأفندي عبد الله عتاقي زَاده مفتي السَّادة الْحَنَفِيَّة ثار بِسَبَبِهَا الْخَاص وَالْعَام فاستدعى إِلَى الْحَاكِم الشَّرْعِيّ فَاعْتَذر عَن الْحُضُور خشيَة مَا لَا يخفى على الْعَاقِل من حوادث الْأُمُور ثمَّ استدعاه مَوْلَانَا الشريف لَيْلًا لذَلِك المرام وقبح عَلَيْهِ فعله وأوقر سَمعه بأليم الْكَلَام فاعترف بخطئه وخطله واستعفى طَالبا التجاوز عَن زيغه وزللَه وفيهَا أَوَاخِر الْمحرم الْحَرَام مِنْهَا كَانَ ابْتِدَاء عمل الْحَائِط على الْمقْبرَة ابتدىء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute