العريفون وحماته الَّذين هم فِي بَيت الْملك عريقون وبرز فِي الْوُجُود مَا كَانَ فِي علم الله كَائِنا وَمَا قدر بِهِ لبلده أَن يعود كَمَا كَانَ آمنا فاستدعي مَوْلَانَا السُّلْطَان وَهُوَ مُقيم بأدرنه عِنْد رُجُوعه من السّفر مَوْلَانَا الشريف أَحْمد من محلّة كرك كَنِيسَة الْمَذْكُورَة يَوْم ثَالِث شَوَّال من السّنة الْمَذْكُورَة فبادر بالوصول إِلَيْهِ فَدخل عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر فقابله بالإجلال وَالْإِكْرَام والتحية وَالْقِيَام وَوضع كَفه بكفه وتصافحا من قيام قَائِلا اللَّهُمَّ صلي على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَكَانَ أول خطاب وَقع بَينهمَا أَن قَالَ لَهُ يَا شرِيف أَحْمد الْحجاز خراب أريدك تصلحه فَوضع مَوْلَانَا الشريف يَده على رَأسه ممتثلاً لِلْأَمْرِ قَائِلا نَوْلَهْ كلمة تُؤدِّي معنى الْقبُول وَالطَّاعَة فَأكْرم بهَا قَوْله فَعندهَا خلع عَلَيْهِ من الفرو القاقم الْأَبْيَض وَهُوَ الَّذِي دخل مَكَّة لابساً لَهُ ثمَّ جلس مَوْلَانَا السُّلْطَان وَأَشَارَ إِلَى مَوْلَانَا الشريف بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ ثمَّ أعَاد عَلَيْهِ قَوْله الأول فَفعل فعله الأول فَفِي الثَّالِثَة فعل مَا فعل فِي الْأَوليين ثمَّ قَالَ يَا بادشاهي الْحجاز يحْتَاج إِلَى فتوح جَدِيد فَأمر حِينَئِذٍ مَوْلَانَا السُّلْطَان بإحضار يازجي وَأمره بِأَن يمليه مَوْلَانَا الشريف أَحْمد مَا يُريدهُ فَيكْتب بمضمون ذَلِك أوَامِر مُتعَدِّدَة ثمَّ قَامَ مَوْلَانَا السُّلْطَان فَخرج مَوْلَانَا الشريف وَقدم لَهُ مركوب من خيل السُّلْطَان بعدته وَتَبعهُ من الْإِكْرَام وَالْإِحْسَان مَا لَا يحصره بنان وَلَا بَيَان ثمَّ توجه مَوْلَانَا الشريف إِلَى سرايته الَّتِي عينت لَهُ بأدرنه وَاسْتمرّ بهَا إِلَى يَوْم التَّاسِع من شَوَّال الْمَذْكُور ثمَّ توجه مَوْلَانَا الشريف إِلَى بَلَده كرك كَنِيسَة وَأقَام بهَا يَوْمَيْنِ وَضم متفرق أُمُوره وأحواله وَأوصى على أَهله وَعِيَاله ثمَّ توجه إِلَى إِسْلَام بَوْل وَبَات بهَا رَابِع عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وَقَالَ بهَا نَهَاره ثمَّ توجه إِلَى أسكدار ورحل مِنْهَا يَوْم خَامِس عشر الشَّهْر الْمَذْكُور مُتَوَجها مِنْهَا إِلَى مَكَّة على خيل الْبَرِيد الْمُسَمَّاة فِي عرف أهل الرّوم الولاق فَدخل إِلَى الشَّام وَقد خرج الْحَاج مِنْهَا وَاسْتمرّ مجداً فِي السّير والدءوب بِمَا لَا يحْتَملهُ بشر مِمَّا يشق على الرَّاكِب والمركوب بعزمة تطوى مفاوز الأَرْض طياً وَيَنْقَطِع عَنْهَا سليك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute