للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

خرج إِلَى دَار السَّعَادَة فمدحته الشُّعَرَاء على عَادَة أسلافه بعدة قصائد من أعظمها قصيدة أَحْمد بن الْحُسَيْن العليف أَيْضا يهنئ أَبَاهُ بعوده إِلَى سَرِير ملكه ووصول وَلَده الشريف أبي نمي من الْقَاهِرَة سنة ثَمَان عشرَة الْمَذْكُورَة وَهِي هَذِه // (من الْخَفِيف) //

(خدَمَتْكَ الحظوظُ والأقسامُ ... وجرَتْ باختيارِكَ الأحكامُ)

(وقضَتْ بِالَّذِي تريدُ الليالِي ... واستقامَتْ لأمرِكَ الأيامُ)

(وأطاعَتْكَ المرهفاتُ المواضِي ... والمذاكِى والسمْرُ والأقلامُ)

(وكفَاكَ الْمَحْذُور أَي شريفٍ ... وحَماكَ التدبيرُ والإلهامُ)

(ووقاكَ الإلهُ مَا أضمَرَ الدَّهْرُ ... وَمَا سوَّلَتْ لَهُ الأوهامُ)

(لَا تخفْ مِنْهُ نبوةَ واهتضاماً ... عادةُ اللهِ لَا يضامُ الكرامُ)

(خصَّكَ اللهُ بالعنايةِ مِنْهُ ... وكَلَاكَ الوقارُ والإعظامُ)

(حسبُكَ اللهُ أَن يطيشَ بك ... الظنُّ وأنْ يستفزَّكَ الإيهامُ)

(لَيْسَ للملكِ غَيْر ذاتِكَ كُفْءٌ ... أنتَ للملكِ يَا همامُ نظامُ)

(لكَ فِيهِ وَلَا عَلَيْك امتنانٌ ... قدمٌ راسخٌ ومجدٌ قدامُ)

(وطدتْهُ سيوفُ آبائكَ الغُرّ ... فدانتْ لَهَا الملوكُ العظامُ)

(دون مَا يضمرُ الغبيُّ من الغَدْرِ ... جلادٌ وعْرٌ وموتٌ زؤامُ)

(يكبتُ الغيظُ حاسديك جَمِيعًا ... وتزولُ الأحقادُ والأدغامُ)

(قد بلاكَ الزمانُ حلواً وَمَرا ... فَإِذا الشّهْدُ فِيهِ داءٌ عقامُ)

(ورآاك العدوُّ هضبةَ عزِّ ... دون مرآك شامةٌ وشمامُ)

(لَو على الأمْر عارضتْكَ اللَّيَالِي ... قارعَتْهَا الأقدارُ والأحكامُ)

(لم يكنْ غَيْرُ مَا تريدُ وَلَو كَانَ ... فإنَّ الْعَزِيز مَنْ لَا يضامُ)

(لَا يقيمُ الفتَى على الضَّيْمِ مَا دَامَ ... لَهُ الرمْحُ خَادِمًا والحسامُ)

(وَإِذا أنْكَرَ الديارَ كريمٌ ... فالمطايا دليلهُنَّ الخطامُ)

(ظِلُّهُ رمحُهُ وعصمتُهُ السَّيْفُ ... ومثواهُ صهوةٌ أَو سنامُ)

(لَا يناجِى على العزيمةِ إِلَّا ... نفسَهُ والكريمُ لَا يستضامُ)

(يقطع الأمرَ دونَ كلِّ مشيرٍ ... ويناغي الردَى إِذا القومُ خامُوا)

(لَيْسَ عزًّا إلَاّ صُدُور العوالي ... والظبا والإسراج والإلجامُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>