للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(خذِ المدْحَ مني يَا همامُ فَإِنَّمَا ... بقَدْرِ بِنَاء البيتِ تسمو المدامكُ)

(ودَعْ مَا سواى يَا كريمُ فإنني ... أَنا الشاعرُ المحكيُّ والغَيرُ حائكُ)

(ودونَكَ يَابْنَ الأكرمَيْنَ تَحِيَّة ... تفوحُ كمسكٍ أحكمته المداوكُ)

(وأخرَى حباها الله لطفاً وَرَحْمَة ... تهنِّى عليا بالشفا وتباركُ)

(وتهنا بهَا العلياءُ والسيفُ والندَى ... فكلٌّ لما قد كَانَ يشكوه ناهكُ)

(وَقد سرَّنى النصْرُ العزيزُ على العدا ... وحُكْمُ القنا والمغنَمُ المتداركُ)

(سُرُورًا بِهِ عينُ الزمانِ قريرةٌ ... وثغرُ اللَّيَالِي بالتبسُّم ضاحكُ)

(ودُمْ يَا أَبَا عجلانَ ملكا مؤيداً ... تتيه بِهِ الْعليا وتَزْهُو الممالكُ)

(وَلَا زلْتَ تَحْيَا فِي سرورٍ وغبطةٍ ... وشانِيكَ يَحْيَا فِي المذلةِ رامكُ)

وَفِي سنة سبع عشرَة عَاد الشريف رَاجِح من الْقَاهِرَة قَاصِدا أَخَاهُ الشريف بَرَكَات صُحْبَة السَّيِّد عرار بن عجل ليصالحه بشفاعة من السُّلْطَان وَمن أَخِيه السَّيِّد قايتباي فقابله مَوْلَانَا الشريف بَرَكَات بِالْقبُولِ واصطلحا صلحا شافياً وصارا كَنَفس وَاحِدَة إِلَى أَن مَاتَ كل مِنْهُمَا وَفِي سنة ثَمَان عشرَة توفّي السَّيِّد قايتباي وتعزى فِيهِ أَخُوهُ الشريف بَرَكَات وَتُوفِّي السُّلْطَان بايزيد ملك الرّوم وَتَوَلَّى وَلَده السُّلْطَان سُلَيْمَان خَان فِي بِلَاده قبل فتح مصر وَفِي هَذَا الْعَام توجه الشريف أَبُو نمي بن بَرَكَات إِلَى مصر المحروسة صُحْبَة القَاضِي عَلَاء الدّين نَاظر الْخَواص السُّلْطَانِيَّة وَمَعَهُ من أَعْيَان مَكَّة شيخ الْإِسْلَام صَلَاح الدّين بن ظهيرة الشَّافِعِي وَشَيخ الْإِسْلَام القَاضِي نجم الدّين بن يَعْقُوب الْمَالِكِي وَولده القَاضِي مُحَمَّد وَالْقَاضِي تَاج الدّين وَجُمْلَة من أَعْيَان السَّادة وَطَائِفَة من أَعْيَان قوادهم بنظام عَظِيم وأبهة وافرة وخيول أصيلة وركائب مسمية مَعَ الملابس الفاخرة وَالسِّلَاح الْمَذْهَب والسروج والأكوار اللائقة بِالزَّمَانِ وَالْمَكَان قَاصِدا منصب آبَائِهِ الْكِرَام من السُّلْطَان الغوري بتخت مصر فَلَمَّا وصلت أَخْبَار خُرُوجه من مَكَّة برزت الْأَوَامِر السُّلْطَانِيَّة إِلَى رَئِيس الزَّمَان القاضى أَحْمد بن الجيعان أَن يخرج لملاقاتهم على أحسن أسلوب فَخرج إِلَيْهِ بفرس عَظِيم وسرج مغرق وكنبوش مَذْهَب وكاملية مخمل بسمور كل ذَلِك من خَاصَّة السُّلْطَان وخزائنه المحفوظة وَمَعَهُمْ مَا يَلِيق من

<<  <  ج: ص:  >  >>