للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الشريف بَرَكَات الْخَبَر أرسل رَسُولا إِلَى أَمِير الْحَاج وصل إِلَيْهِ فِي عُيُون الْقصب مَعَه مكاتيب مضمونها أَن الْحَج يتَوَجَّه مَعَ سَلامَة الله تَعَالَى لَا خوف عَلَيْهِ وَأَنه فِي خدمَة السُّلْطَان بحراسة الْحَاج وتطمين سَائِر الْحجَّاج بِمَكَّة وعرفة حَتَّى يؤدوا الْمَنَاسِك جَمِيعهَا ويعلنوا بِالدُّعَاءِ لمولانا السُّلْطَان ثمَّ يعودون إِلَى أوطانهم وَأَنه باذل نَفسه وَأَوْلَاده وَإِخْوَته ورجالهم ومالهم فَلَمَّا بلغ الْخَبَر إِلَى السُّلْطَان رَضِي عَن الشريف بَرَكَات رضَا تَاما وجهز إِلَيْهِ عِيَاله وَأَتْبَاعه وَبَلغت الْأَخْبَار أهل مَكَّة فتهيئوا لِلْحَجِّ بعد عزمهم على تَركه وَكَانَت سنة هنيَّة وَأهل مَكَّة فَرِحُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فضلَة بِوُجُود الشريف بَرَكَات بَين أظهرهم على عَادَته الجميلة ثمَّ إِن الشريف حميضة قَابل الْحَاج الْمصْرِيّ مَعَ يحيى بن سبيع بالينبع وَلبس الخلعة بتولية الباش الْمَذْكُور فَبلغ ذَلِك الشريف بَرَكَات فَمَنعه من دُخُول مَكَّة وَكَانَ مَعَه طَائِفَة من بني إِبْرَاهِيم وحلفائهم فأشاروا عَلَيْهِ بِالْخرُوجِ على الْحَاج وقتالهم وَقتل جمَاعَة الشريف بَرَكَات وَأخذ أَمْوَالهم فَفَعَلُوا ذَلِك وحصلت شدَّة عَظِيمَة من النهب وَالْقَتْل ثمَّ أجمع رَأْيهمْ على دُخُول مَكَّة ووقوفه مُنْفَردا بِعَرَفَة وَألا يَقع بَينهمَا حَرْب حَتَّى يَنْقَضِي زمن الْمَوْسِم وَيدْفَع حيمضة إِلَى الشريف بَرَكَات خَمْسَة آلَاف دِينَار ذَهَبا فَلَمَّا وصل بَنو إِبْرَاهِيم إِلَى مَكَّة تحركت نُفُوسهم الخبيثة وضغائنهم السَّابِقَة فنهبوا بعض دور مَكَّة وعاثوا حَتَّى فِي الْحرم الشريف فبادر الباش وَمن مَعَه لقتالهم وَقتل أَرْبَعَة من أعيانهم وَذهب الشريف حميضة مَعَ يحيى بن سبيع إِلَى الينبع وجمعوا جموعاً على نِيَّة أَخذ الْحَج وَقطع الطَّرِيق فَلَمَّا وصل خبر ذَلِك إِلَى السُّلْطَان رسم بِالْقَبْضِ على جَمِيع من بِمصْر من بني إِبْرَاهِيم والصيادلة المتسببين بالشوارع كالصيارف والعطارين وَنَحْوهم والإحاطة بِسَائِر أَمْوَالهم وَقَبضهَا وَأخذ مَا بِأَيْدِيهِم من السِّلَاح خُصُوصا من أَرَادَ اللحوق بِيَحْيَى بن سبيع وَمن مَعَه ثمَّ عين تجهيزة عَظِيمَة من الْأَبْطَال والشجعان وأعيان الفرسان ومقدمهم الْأَمِير خاير بك الأِشقر وَأمرهمْ بِالْقَبْضِ على جَمِيع من خرج من الطَّاعَة وَحمل من يَلِيق حمله وَقتل من يسْتَحق الْقَتْل

<<  <  ج: ص:  >  >>