ابْن سبيع بالينبع فَعَاد الشريف بَرَكَات إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا وَاسْتمرّ هزاع بالينبع وَالْحَرب بَينهمَا سِجَال وَفِي عَام سبع وَتِسْعمِائَة مَاتَ الشريف هزاع فَدفن بِمَكَّة وَبعد مَوته عقد مجْلِس فِي الْحطيم صَدره القَاضِي أَبُو السُّعُود بن إِبْرَاهِيم بن ظهيرة وَفِيه الْقُضَاة والحكام والأمراء من الْعَرَب والأورام وَفِيهِمْ الشريف جازان وَمَالك بن رومي شيخ طَائِفَة زبيد وأعيان الشرفاء الْكِرَام وتفاوضوا فِيمَن يَلِيق لإمرة مَكَّة المشرفة وَطَالَ بَينهم الْكَلَام فَقَالَ مَالك بن رومي مَا أَمِير مَكَّة وسلطانها إِلَّا جازان وَمَا كَانَ هزاع إِلَّا بِهِ وبركات مَا لَهُ إِلَّا السَّيْف فَسكت الْحَاضِرُونَ جَمِيعهم طَويلا فَقَالَ القَاضِي أَبُو السُّعُود فَمن يَليهَا الْآن وَتَكون فِي وَجهه فَقَالَ مَالك الشريف جازان وَبَنُو إِبْرَاهِيم مَعَه فِي ذَلِك فَنُوديَ لجازان فِي شوارع مَكَّة بالبلاد ثمَّ كَانَ بَين الشريف بَرَكَات والشريف جازان حروب مُتعَدِّدَة ومواقف متكررة لحق ضررها الْحَاج وَاخْتلفت كلمة العربان وَخَرجُوا على الْحجَّاج ونهبوا أَمْوَالهم وَقتلُوا رِجَالهمْ فِي جَمِيع الطرقات وَسَائِر الْمنَازل وَفِي هَذَا الْعَام وَهُوَ عَام سبع وَتِسْعمِائَة رفعت الشكوى إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة بِأَن جازان استولى على مَكَّة وَمَعَهُ الشريف يحيى بن سبيع وَجمع من بني إِبْرَاهِيم وَأَنَّهُمْ صادروا من كَانَ بهَا من التُّجَّار والرؤساء وَأخذُوا من الْمولى شمس الدّين الْعَيْنِيّ خَمْسَة وَعشْرين ألف دِينَار وَأَن بني إِبْرَاهِيم تحكموا فِي أهل مَكَّة بالبلص وَالْفساد وَأَن يحيى ابْن سبيع هَذَا رَأس الْفِتْنَة وضجت المجاورون وعزم الْجَمِيع على الْهَرَب من مَكَّة فِي أَرْبَعِينَ مركبا أعدوها ببندر جدة فَمَنعهُمْ الشريف جازان وَوَعدهمْ بِرَفْع المكاره عَنْهُم وطمن خواطرهم وَالْتزم لَهُم أَن يُجهز مَعَ كل مُسَافر من الْحجَّاج من يوصله إِلَى مأمنه فَلم يقبلُوا مِنْهُ ذَلِك لِأَن ميلهم إِلَى الشريف بَرَكَات أَكثر وَقُلُوبهمْ محبَّة لَهُ وَذَلِكَ لعدم طمعه فِي أَمْوَالهم وكف الْأَذَى عَنْهُم بِكُل طَرِيق بِحَيْثُ يدْفع من مَاله لأهل الشَّوْكَة من العربان سكان الْبَوَادِي لأجل حماية الْحجَّاج وعطفوا على الشكوى عدَّة مكاتيب لمولانا الشريف بَرَكَات أَن يُقيم بِمَكَّة أَمِيرا لَهَا وَجَمِيع من بهَا من الْعَسْكَر والرعايا عون لَهُ على جازان عناية من الله تَعَالَى بِهِ فوصل إِلَيْهَا فَلَمَّا بلغ ذَلِك الشريف جازان أقبل مُحَاربًا للشريف بَرَكَات فاقتتلا قتالاً شَدِيدا فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute