(يصيِّرُ حد السَّيْف كلَاّ بحلمه ... ويتركُ وردَ الماءِ مِنْ عزمِهِ جمرا)
(إِذا مَا دَهَى أمرٌ من الخَطْبِ فادحٌ ... تبيتُ بردِّ الأمْرِ مقلته سَهْرَا)
(وَلم يستَتِرْ إِلَّا بضوءِ حسامِهِ ... وَلم يستشِرْ إِلَّا الرُّدَينْيَّةَ السَّمْرَا)
(وَإِن رام أمرا فالقضاءُ مُسَاعِدٌ ... لَهُ واللَّيالى لَيْسَ تَعْصِى لَهُ أمرا)
(هُوَ البَطل المقْدَامُ فِي يومِ غارةٍ ... يقوم مقَاما يُرْعِدُ العسكَر المجرا)
(عواليه فِي نَظْمِ الكلى جَادَ صنعها ... كَمَا فِي الطّلَا أسيافُهُ جادَتِ النثرا)
(إِذا اربدَّ تفترُّ الأَسِنَّةُ والظبا ... وتَجْرِى بُكَا عينِ النضار إِذا افترَّا)
(يَدَاهُ لنفعِ الخلقِ مملوءةٌ ندًى ... فيمناه واليسرَى بهَا اليُمْن واليسرا)
(ورُبَّ يراعٍ تشخصُ البيضُ هَيْبَة ... لسطوتِهِ والسُّمْرُ تنظُرُه شَزْرَا)
(إِذا مَا جرَى فِي الطرْس قُلْ قَدَرٌ جَرَى ... فَإِن شَاءَه خيرا وَإِن شاءه شَرَّا)
(مليكٌ إِذا حاولت ضبطَ صفاتِهِ ... فلنْ تستطعْ ضَبطًا لذاك وَلَا حَصْرَا)
(فيا با نُمَىّ الْملك وَالْملك الَّذِي ... يجلُّ عَن الألقابِ والمدحِ والإطرا)
(لقد صدَحَتْ فِي الكونِ صادحةُ الهنا ... تُغَرِّدُ فِيهِ بالمسَرَّةِ والبشرَى)
(بمَقْدَمِ مَنْ أنتجته وادخَرْتَهُ ... وليّاً لعهدِ الملكِ أَعْظِمْ بِهِ ذُخْرا)
(بمقدمه ورق البشائِر قد شَدَتْ ... وكلُّ فؤادٍ من بشائرها استرا)
(وَقد عَمَّ أقطارَ الحجازِ قدومُهُ ... سُرُورًا كَمَا عَمَّ العراقَيْنِ مَعْ بُصْرَى)
(ووافَى وكلُّ شيقٌ لِلقَائه ... كَمَا اشتاقَ حيٌّ عامَ إجدابِهِ القطرا)
(وَقد آنسَ البيتَ الشريفَ وَأَهله ... ومكَّة والركْنَ المكرمَ والحِجْرا)
(وأضحَى محيّا مكةٍ متهللاً ... سُرُورًا بمرآه وناظرُهُ قَرَّا)
(وَكَانَ لَهُ عيداً وَلكنه غَدَا ... لباغِضِهِ نحْرًا وحاسده فِطْرا)
(وخلعته الصَّفْرَاء مِنْهَا لَقَدْ رَمَوْا ... سَوَادًا وذكْرَاها ملا سمعَهُمْ وقْرا)
(بِهِ قد تحلَّتْ والمراسيمُ شُرِّفَتْ ... وَشرف مُهْديها لَهُ والذى يَقْرَا)
(فَدُمْ وليدُمْ والملكُ طوعُ يديكما ... ومدحُكُمَا يستغرقُ الحمدَ والشُّكْرا)
(وهاكَ من الدُّرِّ النضيدِ قصيدةً ... تَغَارُ قوافِى الشعْرِ مِنْ رَسْمهَا بالرَّا)
(منقَّحةَ المعنَى مُصَحَّحَة الْبَنَّا ... مهذَّبة الأَلْفَاظِ طَيِّبَةَ المقرا)
(تضوَّعَ رَيَّاها عليكَ وَلم أكُنْ ... على مِثْلِ كافورٍ أضِيعُ لَهَا نشرا)