(هزبرٌ تخافُ الأسْدُ منْ سطواته ... ألستَ ترَاهَا خيفة تسكُنُ القفرا)
(جوادٌ لقد أخطا الَّذِي قاسَ جودَهُ ... بسحبٍ وَهَذَا كفُّهُ يمطرُ التبرا)
(عطاياه لَا تحصَى بعدِّ وَلَا فَمٍ ... وَلَا قلمٍ بل بَعْضهَا جَلَّ أَن يُدْرَى)
(مجمعة فِيهِ مآثرُ مَنْ غَدا ... معاصره والآتِيينَ ومَنْ مَرَّا)
(شريفُ السجايا من لؤَيِّ بن غالبٍ ... محاسنه تُتْلَى وإحسانه تَتْرَى)
(وَلَا عيبَ فِيهِ غَيْر إفراطِ سؤددٍ ... وبذل نوالٍ يسترقُّ بِهِ الحرا)
(أَبى الله إِلَّا أنْ تكونَ لَهُ الْعلَا ... على كُلِّ مَنْ فِي الأرضِ مِنْ خلقه طرا)
(من المسجِدِ الميمونِ أحمدُ قد سَرَى ... إِلَى المسجدِ الأقصَى فسبحانَ مَنْ أَسْرَى)
(ويمَّم ملكَ الرومِ ممتطياً على ... نَجَائِب عز فِي الغُدُوِّ وَفِي المَسْرَى)
(وَسَار لسلطانِ البسيطةِ مَنْ لَهُ ... جميعُ ملوكِ الأرضِ خاضعة قهرا)
(مليكٌ لَهُ ملكٌ كملكِ سَمِيِّهِ ... وأكبره عَنْ أَن أفوه بِهِ ذِكْرَا)
(تكفَّل للدنيا بأرزاقِ أهْلِهَا ... فكلُّ ابْن أثنى لَا يجوعُ وَلَا يَعْرَى)
(ومدَّ على أبنائها مِنْ أمانِهِ ... رواقاً فَلَا يخشونَ بؤساً وَلَا ضُرَّا)
(وألبسهم جلبابَ عدلٍ طرازه ... لكم ذمَّتى أنْ لَا مخاف وَلَا ذُعْرَا)
(ونوَّلَ كلاًّ مَا يريدُ فَمن يردْ ... غِنًى أَو حَيَاة ذَاك رزقا وَذَا عُمرَا)
(خليفةُ عدلٍ بالإمامةِ قائمٌ ... وَإِن جلَّ ذاتاً عَنْهُمَا وَعلا قَدْرًا)
(لَهُ البسطةُ العظمَى على الخلقِ كُلّ مَنْ ... تحيطُ بِهِ الخضرا وتحملُهُ الغبرا)
(لَهُ الملكُ والكرسىُّ والتاجُ والعلا ... لَهُ الوقْتُ والأملاكُ تعنو لَهُ قَسْرَا)
(تخرُّ إِلَى الأذقانِ فِي عَتَبَاتِهِ ... سُجُودًا عَلَيْهَا لَا ثمينَ لَهُ صغرا)
(وتلثمُ حَصْبًا بابِهِ بمباسمٍ ... لَهُم شَرُفَتْ عَن كَونهَا تلثم الدُّرَّا)
(وتعتدُّهُ فخراً ومقدمُ أحمدٍ ... عَلَيْهِ مَعَ التَّعظيمِ تعتدُّهُ فخْرا)
(بِهِ هزَّتِ اسطنبولُ مِعْطَفَ تائِهِ ... وأضحَى بِهِ إيوانها باسماً ثغرا)
(وشرّفَ مِنْهَا ملْكها ومليكها ... ودَوْلتها هزَّتْ وشدَّتْ بِهِ أزرا)
(وجرَّ بِهِ إقليمها ذَيْلَ معجبٍ ... وفَاق أقاليمَ البسيطةِ إذْ جَرَّا)
(ومَعْ عِظَمِ الخنكارِ لما بدا لَهُ ... محيَّاه كادَتْ أَن تخفَّ بِهِ السِّرَّا)
(وَلما رأى نورَ النُّبُوةِ ساطعًا ... يُضىءُ لَهُ من صبْحِ غرَّته الزهْرَا)