(وبوصل الحبيبِ فى الْفرش ... جُدْ وَلَا تَحْبِسِ)
(يَا غزالاً بوصله تدْرك ... كلَّ مَا يستطابْ)
(غايتى فِي الغرامِ مِنْ أَمرك ... أننى مستَرَابْ)
(جُدْ لمن فى هَوَاك لَا يُشْرك ... زينبًا والربابْ)
(لم أزلْ فِي وصاله أرشي ... كى يجى مَجْلِسِي)
(هَل لهَذَا القتيلِ مِنْ أرش ... يَا مُنَى الأنفسِ)
وَكَانَ رَحمَه الله شهماً عِنْد الْوَفَاء وَحفظ العهود وإكرام الشُّعَرَاء والوفود مَعَ الْعِفَّة والصيانة وملازمة الْخَيْر والديانة وَإِظْهَار الْخيرَات ومواصلة المبرات أوقف بعض الْجِهَات على أَنْوَاع الصلات وَبنى رِبَاطًا سفل مَكَّة وَأَسْكَنَهُ الْفُقَرَاء فى حَيَاته وَأقر الله عينه بمشاركة وَلَده أبي نمي لَهُ فِي الْولَايَة كَمَا شَارك هُوَ وَالِده ثمَّ لما قدر الله تَعَالَى زَوَال دولة الغوري وأفضى ملك مصر والحرمين إِلَى مَوْلَانَا السُّلْطَان سليم خَان ملك الرّوم وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة وَجهه أَبوهُ الشريف بَرَكَات مرّة ثَانِيَة إِلَى مُوَاجهَة السُّلْطَان الْأَعْظَم والخاقان الأكرم السُّلْطَان سليم خَان فوصل إِلَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة بعد حربه للغوري وَدخل مصر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَتِسْعمِائَة فقابله الخنكار بالعناية وَالرِّعَايَة وَأقر الشريف بَرَكَات على مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْولَايَة وَأبقى أَبَا نمي على مُشَاركَة وَالِده فَعَاد أَبُو نمي قرير الْعين وَاسْتمرّ الشريف بَرَكَات مشاركاً لَهُ وَلَده أَبُو نمي حَتَّى قضى نحبه لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشري ذِي الْقعدَة الْحَرَام سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة بِمَكَّة الشَّرِيفَة على فرَاشه ثمَّ صلي عَلَيْهِ يَوْم الْأَرْبَعَاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وطيف بِهِ حول الْكَعْبَة أسبوعاً كعادة أسلافه وُلَاة مَكَّة الْكِرَام وَدفن بالمعلاة وبنيت عَلَيْهِ قبَّة عَظِيمَة وَهِي مَوْجُودَة إِلَى الْآن وَكَانَ مُدَّة ولَايَته مشاركاً لِأَبِيهِ مُحَمَّد وَولده أبي نمي وَإِخْوَته نَحْو ثَلَاث وخسمين سنة وَعمر إِحْدَى وَسبعين سنة وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد ثقبة وَأَبُو الْقَاسِم وحازم وواصل وَسَنَد وَعلي وَأَبُو نمي مُحَمَّد هَذَا الْمَذْكُور بعده وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة وَالِده بَرَكَات أَنه ولد لَيْلَة تَاسِع ذِي الْحجَّة الْحَرَام سنة إِحْدَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute