للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الْمَدَائِن فملكوها فِي رَمَضَان وَتقدم فَنزل نهر صَرْصَر وعسكر هرثمة بإزائه غدْوَة وَسَار عَليّ بن سعيد فِي شَوَّال إِلَى الْمَدَائِن فَحَاصَرَهُمْ بهَا أَصْحَاب أبي السَّرَايَا فَرجع أَبُو السَّرَايَا من نهر صَرْصَر إِلَى قصر ابْن هُبَيْرَة وهرثمة فِي اتِّبَاعه ثمَّ حاصره هرثمة وَقتل جمَاعَة من أَصْحَابه فانحاز إِلَى الْكُوفَة فَوَثَبَ الطالبيون على دور العباسيين وشيعتهم فنهبوها وخربوها وأخرجوهم وَاسْتَخْرَجُوا ودائعهم عِنْد النَّاس وَأقَام هرثمة بنواحي الْكُوفَة يحاصرها واستدعي مَنْصُور بن الْمهْدي وَكَاتب رُؤَسَاء الْكُوفَة وَاشْتَدَّ الْحصار على أبي السَّرَايَا بِالْكُوفَةِ فهرب عَنْهَا فِي ثَمَانمِائَة فَارس وَمَعَهُ صَاحبه الَّذِي نَصبه وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن صَاحب التَّرْجَمَة ودخلها هرثمة منتصف محرم ابْتِدَاء سنة ٢٠٠ مِائَتَيْنِ وَأقَام بهَا يَوْمًا وَولى عَلَيْهَا بعض قواده وَقصد أَبُو السَّرَايَا الْقَادِسِيَّة وَسَار مِنْهَا إِلَى السوس وَلَقي بخوزستان مَالا حمل من الأهواز فَقَسمهُ فِي أَصْحَابه وَكَانَ على الأهواز الْحسن بن عَليّ المأموني فَخرج إِلَى أبي السَّرَايَا فَهَزَمَهُ الْحسن وافترق أَصْحَاب أبي السَّرَايَا وَجَاء إِلَى منزله بِرَأْس عين زحلولا وَمَعَهُ صَاحبه الَّذِي نَصبه وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد صَاحب التَّرْجَمَة الْمَذْكُورَة وَغُلَامه أَبُو الشوك فظفر بهم حَمَّاد الكند غوش وَجَاء بهم إِلَى الْحسن بن سهل فِي النهروان فَقتل أَبَا السَّرَايَا وَبعث إِلَى الْمَأْمُون بِرَأْسِهِ وَبِمُحَمَّدٍ بن مُحَمَّد مَعَ الرَّأْس حَيا فحبسه الْمَأْمُون إِلَى أَن مَاتَ قيل مسموماً كَانَ قِيَامه فِي رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَة وَبعد موت مُحَمَّد بن مُحَمَّد هَذَا اسْتَقل كل وَاحِد من دعاته ودعا كل وَاحِد مِنْهُم إِلَى نَفسه وَسَار عَليّ بن سعيد الْحَرَشِي إِلَى الْبَصْرَة فملكها من يَد زيد بن مُوسَى بن جَعْفَر الصَّادِق وَكَانَ يُسمى زيد النَّار لِكَثْرَة مَا أحرق من دور العباسيين وشيعتهم فاستأمن إِلَيْهِ زيد فَأَمنهُ عَليّ وَأَخذه وَبعث المعتصم الجيوش العباسية إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة واليمن لقِتَال من بهَا من العلويين وَكَانَ إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن جَعْفَر لما ولاه أَبُو السَّرَايَا الْيمن سَار إِلَيْهَا وَبهَا إِسْحَاق بن مُوسَى بن عِيسَى فهرب إِسْحَاق إِلَى مَكَّة وَاسْتولى إِبْرَاهِيم على الْيمن وَكَانَ يُسمى الجزار لِكَثْرَة قَتله ثمَّ بعث رجلا من بني عقيل بن أبي طَالب إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>