مِنْهَا قَوْله // (من الوافر) //
(دَعَ الحَجَّاجُ مِثْلَ دعاءِ نُوحٍ ... فأسمَعَ ذَا المعارجِ فَاسْتَجَابَا)
فَقَالَ لَهُ الْحجَّاج إِن الطَّاقَة تَعجِزُ عَن مكافأتك وَلَكِنِّي موفدك على أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الْملك بن مَرْوَان فسر بكتابي هَذَا إِلَيْهِ فَسَار إِلَى عبد الْملك فأنشده القصيدة الَّتِي مطْلعهَا // (من الوافر) //
(أَتَصْحُو أَمْ فؤادُكَ غَيْرُ صَاح ... )
فَقَالَ عبد الْملك بل فُؤَادك يَا ابْن الفاعلة حَتَّى انْتهى إِلَى قَوْله فِيهَا // (من الوافر) //
(تَعَزَّتْ أمُّ حَزْرَةَ ثُمَّ قالَتْ ... رأيتُ الوارِدِينَ ذَوِي امتِيَاحِ)
(ثِقِي باللَّهِ ليْسَ لَهُ شريكٌ ... ومِنْ عندِ الخليفةِ بالنجاحِ)
(سأشكُرُ إِن رَدَدتَ إلَيَّ ريشِي ... وأثبتَّ القَوَادِمَ مِنْ جَنَاحي)
(أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المطايا ... وأندى العَالَمينَ بُطُونَ راحِ)
فَلَمَّا قَالَ هَذَا الْبَيْت اسْتَوَى عبد الْملك جَالِسا وَكَانَ متكئَاً ثمَّ قَالَ من مَدْحنَا فبمثل هَذَا فليمدح ثمَّ قَالَ يَا جرير أَتَرَى أم جزرة ترْوِيهَا مائَة نَاقَة من نعم كلب فَقَالَ إِذا لم تَرَوْهَا فَلَا أرواها الله وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الْإِبِل أباق وَنحن مَشَايِخ وَلَيْسَ بأحدنا فضل عَن رَاحِلَته فَلَو أمرت بالرعاة لَهَا فَأمر لَهُ بِثمَانِيَة أعبد قَالَ وَكَانَت بَين يَدي عبد الْملك صحاف من فضَّة يقرعها بقضيب فِي يَده فَقَالَ جرير والمحلب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأَشَارَ لى صَحْفَة فنبذها إِلَيْهِ بالقضيب وَقَالَ خُذْهَا فَفِي ذَلِك يَقُول // (من الْبَسِيط) //
(أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوها ثمانيَةٌ ... مَا فِي عطائِهمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ)
وروى هِشَام بن الْكَلْبِيّ عَن أَبِيه قَالَ دخل أَعْرَابِي إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان فمدحه وَأحسن وَعِنْده جرير والفرزدق والأخطل فَقَالَ لَهُ عبد الْملك أتعرف أهجَى بَيت فِي الْإِسْلَام قَالَ نعم قَول جرير // (من الوافر) //
(فَغُضَّ الطَّرْفَ إنكَ من نُمَيْرٍ ... فَلَا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلَا كلَابا)
قَالَ أصبتَ فَهَل تعرف أرق بَيت قيل فِي الْإِسْلَام قَالَ نعم قَول جرير أَيْضا // (من الْبَسِيط) //
(إِنَّ العُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا حور ... قتاْنَنَا ثمَّ لم يُحْيِينَ قَتْلنَنا)