(إِنَّ الزبيرَ لَمَانِعِي مِنْ خَوْفِهِ ... مَا كَبَّر الحُجَّاجُ فِي الأَمْصَارِ)
فَقَالَ الزبير تقدم فَإنَّا لَا نتقدَم من نجيره فَتقدم التَّمِيمِي فَدخل الْمَسْجِد التَّمِيمِي فَرَآهُ حَرْب فَقَامَ إِلَيْهِ فَلَطَمَهُ فَحمل عَلَيْهِ الزبير بِالسَّيْفِ فَعدا حَتَّى دخل دَار عبد الْمطلب فَقَالَ أجرني من الزبير فأكفأَ عَلَيْهِ جفنةّ كَانَ أَبوهُ هَاشم يطعم فِيهَا النَّاس فبقى تحتهَا سَاعَة ثمَّ قَالَ لَهُ اخْرُج فَقَالَ كَيفَ أخرج وَسَبْعَة من ولدك قد احتبوا بسيوفهم على الْبَاب فَألْقى عَلَيْهِ عبد الْمطلب رداءَ كَانَ كَساهُ إِيَّاه سيفُ ذُو يزن لما قَدِمَ عَلَيْهِ لَهُ طرتان خضراوان فَخرج عَلَيْهِم بِهِ فَعَلمُوا أَنه قد أجاره فَتَفَرَّقُوا عَنهُ وَحضر مرّة مجْلِس مُعَاوِيَة هُوَ وَعَمْرو بن الْعَاصِ فَأقبل عبد الله بن جَعْفَر فَلَمَّا نظر إِلَيْهِ ابْن الْعَاصِ قَالَ قد جَاءَكُم رجل كثير الخلوات بالتمني والمطربات بالتغني يحب القيان كثير مزاحه شَدِيد طماحه صروف عَن السنان ظَاهر الطيش لين الْعَيْش أخاذ بِالسَّيْفِ منفاق بالسرف فَقَالَ ابْن عَبَّاس كذبت وَالله أنتَ وَلَيْسَ كَمَا ذكرت وَلكنه لله ذُكُور ولنعمائه شكور وَعَن الْخَنَا زجور جواد كريم سيد حَلِيم ماجد لهيم إِن ابْتَدَأَ أصَاب وَإِن شئل أجَاب غير حصر وَلَا هياب وَلَا فحاش عياب حل من قُرَيْش فِي كريم النّصاب كالهزبر الضرغام الجريء الْمِقْدَام فِي الْحسب القمقام لَيْسَ يدعى لدعي وَلَا يدنى لدني كمن اخْتصم فِيهِ من قُرَيْش شِرَارهَا فغلب عَلَيْهِ جزارها فَأصْبح ألأمها حسباً وَأَدْنَاهَا منصباً ينوء مِنْهَا بالذليل ويأوي مِنْهَا إِلَى الْقَلِيل مذبذب بَين الْحَيَّيْنِ كالساقط ين الفراشين لَا الْمُضْطَر إِلَيْهِم عرفوه وَلَا الظاعن عَنْهُم فقدوه فليت شعري بِأَيّ قدم تتعرض للرِّجَال وَبِأَيِّ حسب تبارز عِنْد النضال أبنفسك فَأَنت الوغد الزنيم أم بِمن تنتمي إِلَيْهِ فَأهل السَّفه والطيش والدناءة فِي قُرَيْش لَا بشرف فِي الْجَاهِلِيَّة شهروا وَلَا بقديم فِي الْإِسْلَام ذكرُوا غير أَنَّك تَتَكَلَّم بِغَيْر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute