وعبد الله بن حمدَان فَالَّذِي احفظه صرفه عَن الدينور وتهيى اعادته اليها ان كَانَ رَاغِبًا فِيهَا وَمَا عِنْدِي لَهُ ولنازوك والعصاة كلهَا الا التجاوز والاتقاء
وَبعد هَذَا وَقَبله فلي فِي اعناقكم بيعَة وَقد وكدتموها على انفسكم دفْعَة بعد اخرى وَمن بايعني فانما بَايع الله سُبْحَانَهُ وَمن نكث فانما نكث عهد الله ولي عنْدكُمْ ايضا نعم واياد وعندكم صنائع وعوارف امل ان تعترفوا بهَا وتلتزموها وتشكروها فان راجعتم الى مَنَازِلكُمْ واستوطنتموها وكنتم بِمَنْزِلَة من لم يبرح من مَوْضِعه وَلم يات بِمَا يعود بتشعث مَحَله وموقعه وان انتم الا مكاشفة وَمُخَالفَة فقد وليتكُمْ مَا توليتم واغمدت سَيفي عَنْكُم ولجات فِي نصرتي ومعونتي الى الله سُبْحَانَهُ وَلم اسْلَمْ الْحق الَّذِي جعله الله تَعَالَى لي واقتديت بعثمان بن عَفَّان رضى الله عَنهُ حِين لم يخرج من دَاره وَلم يسلم حَقه لما خذله عَامَّة ثقافته وانصاره وَالله تَعَالَى بَصِير بالعباد والظالمين بالمرصاد (١)
وَلما وقف مونس ونازوك وابو الهيجاء على الرقعة طالبوه باخراج هَارُون فاخرجه من يَوْمه الاى الثغور الاشامية والجزرية
وَعَاد مونس والجيش الى بَغْدَاد فِي يَوْم عَاشُورَاء وزحفوا الى دَار السُّلْطَان فهرب المظفر بن ياقوت والخدم والحجاب وَابْن مقلة
فَاخْرُج المقتدر والدته وخالته وَحرمه لَيْلًا الى دَار مونس فَدخل حِينَئِذٍ من قطربل الى بَغْدَاد مستترا
واصعد نازوك بغلامه مونس الى دَار ابْن طَاهِر فَفتح لَهُ كافور الْمُوكل بهَا وَسلم اليه مُحَمَّد بن المعتضد بِاللَّه واحرق فِي طَرِيقه دَار هَارُون