للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أنه جسم، وقد قال الله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) (١). قال أهل التأويل: يريد الأرواح، وقال تعالى: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣)) (٢) يعني النفس عند خروجها من الجسد، وهذه [صفة الجسم ولم يجر لها ذكر في الآية لدلالة الكلام عليه انتهى.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فتعاد روح في جسده" هذه] حياة أخرى غير الحياة المألوفة في دار الدنيا بل [هي حياة أخرى بل] تعاد الروح إلى الجسد إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا يُسأل ويمتحن في قبره فهذا حق وقد دل عليه النص الصريح وهو قوله: "فتعاد روحه إلى جسده" فهذا لا يدل على حياة مستقرة، وإنما تدل على إعادة لها إلى البدن وتعلق به والروح لم تزل متعلقة ببدنها وإن بَلِي وتمزق، وسر ذلك أن الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام.

أحدها: تعلقها به في بطن الأم جنينا.

الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض.

الثالث: تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق من وجه وتفارقه من وجه.

الرابع: تعلقها به في البرزخ فإنها وإن فارقته [وتجردت عنه فإنها لم تفارقه] (٣) فراقًا كليا بحيث لا يبقى لها التفات إليه البتة. وقد ذكرنا من


(١) سورة الزمر، الآية: ٤٢.
(٢) سورة الواقعة، الآية: ٨٣.
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.