قوله -صلى الله عليه وسلم-: "هم المتحابون في الله تعالى يذكرونه" تقدم الكلام على الذكر وما المراد به.
٤٥٨٤ - وعن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله.
قالوا يا رسول الله: فخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)}. رواه أبو داود (١).
قوله:"وعن عمر" تقدم الكلام عليه. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "هم قوم تحابوا بروح الله تعالى" الحديث، بروح الله تعالى بضم الراء وفتحها، بضم الراء القرآن والمراد منه في الحديث أن السبب الداعي بينهم إلى المحابة هي الوحي
(١) سنن أبي داود (٣٥٢٧)، وأخرجه الطيالسي في مسنده، وأسحاق بن راهويه في مسنده وابن مردويه في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ٢/ ١٣٠، وهناد في الزهد (٤٧٥) والطبري في تفسيره (١٧٧١٤)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ٥،)، والوأحدي في الوسيط (٢/ ٥٥٢ - ٥٥٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٥٨٥)، (٨٥٨٦)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (١٠٨٦)، وابن قدامة المقدسي في المتحابين في الله (٤٨)، وقال ابن كثير في مسند الفاروق (٢/ ٥٣٨) هذا حديث جيد الإسناد، وفيه انقطاع بين أبي زرعة وعمر، وقال في البداية والنهاية (٤/ ٥٢٩): وهذه الطريق أيضا مرسلة، إلا أنها مقوية لما قبلها، فين أختلفت الألفاظ.، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣٠٢٦)، والتعليق الرغيب (٤/ ٤٧ - ٤٨).