للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أو عام وقيل: هو كل ما يحزن من حزن معاش أو حزن عذاب أو حز موت، فقد أذهب الله عن أهل الجنة كل الأحزان.

قوله: "ثم قرأ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)} " (١)، أولياء الله جمع ولي وفيه وجهان: أحدهما أنه فعيل بمعنى مفعول، [كقتيل] بمعنى [مقتول]، وجريح بمعنى مجروح، فعلى هذا هو من يتولى الله تعالى رعايته وحفظه فلا يكله إلى نفسه لحظة كما قال تعالى: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}، والوجه الثاني: أنه فعيل مبالغة من فاعل كرحيم وعليم بمعنى راحم وعالم وعلى هذا من يتولى عبادة الله تعالى وطاعته فيأتي بها على التوالي من غير أن يتخللها عصيان أو فتور وكلا المعنيين شرط في الولاية، فمن شرط الولي أن يكون محفوظا كما أن من شرط النبي أن يكون معصوما فكل من كان للشرع عليه اعتراض فليس بولي بل هو مغرور مخادح، ذكره أبو القاسم القشيري وغيره. قاله أبو القا سم الأصبهاني شارح الأربعين الودعانية (٢).

تنبيه: قال الإمام الشافعي (٣) والإمام أبو حنيفة (٤) رحمهما الله تعالى: إن لم يكن الفقهاء أولياء الله تعالى فليس لله ولي والله أعلم.


(١) سورة يونس، الآية: ٦٢.
(٢) شرح الودعانية (ص ٢٤٧).
(٣) الفقيه والمتفقه (١/ ١٥٠)، التبيان في آداب حملة القرآن (١/ ١٦)، حياة الحيوان الكبرى (٢/ ١٩).
(٤) الفقيه والمتفقه (١/ ١٥٠).