قوله:"إن الله تعالى قد أحبك كما أحببته فيه" الحديث، قال العلماء: محبة الله تعالى عبده هي رحمته له ورضاه عنه وإرادته له الخير وأن يفعل به فعل المحب من الخير. وأصل المحبة في حق العباد ميل القلب، والله تعالى منزه عن ذلك. وفي هذا الحديث فضل المحبة في الله وأنها سبب لحب الله تعالى [العبد] وفيه فضيلة زيارة الصالحين والأصحاب، وفيه أن الآدميين قد يرون الملائكة، والله أعلم.
٤٥٧٤ - وعن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى براق الثنايا، وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاثه، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت له: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله. فقلت: آلله. فقال: آلله. فقلت: آلله. فأخذ بحبوة ردائي، فجذبني إليه، فقال: أبشر فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في، وللمتباذلين في. رواه مالك بإسناد صحيح (١)، وابن حبان
(١) مالك (٢/ ٩٥٣ - ٩٥٤)، ورواه عن مالك ابن وهب في الجامع (٢٣٤)، وأحمد (٥/ ٢٣٣)، وعبد بن حميد (١٢٥)، والطحاوي في المشكل (٣٨٩١)، والهيثم بن كليب (١٣٨١ و ١٣٨٣ و ١٣٨٤)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٨٠)، والحاكم (٤/ ١٦٨ - ١٦٩)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٢٧ - ١٢٨)، والقضاعي (١٤٤٩ و ١٤٥٠)، والبيهقي في الشعب (٨٥٧٩)، وابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ١٢٦ و ١٣٠)، والبغوي في شرح السنة (٣٤٦٣)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وقال أبو نعيم: مشهور ثابت من =