للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٨١٢ - وَعَن حُذَيْفَة - رضي الله عنه -: قَالَ: قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لا تَكُونُوا إمعة تَقولُونَ إِن أحسن النَّاس أحسنا وَإِن ظلمُوا ظلمنَا وَلَكِن وطنوا أَنفسكُم إِن أحسن النَّاس أَن تحسنوا وَإِن أساؤوا أَن لا تظلموا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن قَوْله إمعة هُوَ بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد الْمِيم وَفتحهَا وبالعين الْمُهْملَة قَالَ أَبُو عبيد الإمعة هُوَ الَّذِي لا رَأْي مَعَه فَهُوَ يُتَابع كلّ أحد على رَأْيه. (١)

قوله: وعن حذيفة - رضي الله عنه - تقدمت ترجمته.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تكونوا إمَّعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا" الحديث، الإمعة قد ضبطها الحافظ وفسرها فقال قال أبو عبيد الإمعة هو الذي لا رأي معه فهو يتابع كلّ أحد على رأيه أ. هـ.

قوله: "ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا" الحديث، التوطين: العزم الجازم على الفعل (٢) أي لا تكونوا تابعين للناس في أفعالهم بالمكافأة إن أحسنوا إليكم تحسنون إليهم وإن أساءوا إليكن تسيئون إليهم ولكن وطنوا أنفسكم على أنه إذا أحسن إليكم تحسنوا إليهم وإن أساءوا إليكم فلا تظلموهم هذا معنى قوله تعالى: {فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ


(١) أخرجه الترمذي (٢٠٠٧)، والبزار (٢٨٠٢).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولم نسمعه إلا من أبي هشام. وقال المناوى في كشف المناهج ٤/ ٣٥٥: وسند الحديث جيد. وضعفه الألباني في المشكاة (٥١٢٩) وضعيف الترغيب (١٤٩٤).
(٢) المفاتيح (٥/ ٢٦٠)، وشرح المصابيح (٥/ ٣٦٢) لابن ملك.