للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن هذه الرحم شجنة من الرحمن عَزَّ وَجَلَّ فمن قطعها حرم اللّه عليه الجنة" الشجنة تقدم الكلام عليها.

وقوله: "حرم اللّه عليه الجنة" فيه التأويلان السابقان في أمثاله في شرب الخمر وغيره.

٣٨١١ - وَعَن عبد اللّه بن عَمْرو بن الْعَاصِ - رضي الله عنهما - عَن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَيْسَ الْوَاصِل بالمكافئ وَلَكِن الْوَاصِل الَّذِي إِذا قطعت رَحمَه وَصلهَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ (١).

قوله: وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -، تقدمت ترجمته.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الواصل بالمكافئ" الحديث أي ليس واصل الرحم من يفعل بأقاربه ما فعلوه به يعني إذا وصلوه وصلهم وإذا قطعوه قطعهم بل الواصل من إذا وصلوه أكد وصلهم وإذا قطعوه اجتهد في وصلهم (٢).

وقال بعضهم أيضًا في قوله: ليس الواصل بالمكافئ، الواصل التعريف فيه للجنس أي: ليس حقيقة الواصل من يكافئ صاحبه بمثل فعله إذ ذاك نوع معاوضة واللّه أعلم (٣). وصلة الرحم كناية عن الإحسان إلى الأقارب وإن بعدوا وأساؤوا وقطع الرحم ضد لك فكأنه بالإحسان إليهم وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة (٤) ويقال كافأت فلانًا بالشيء إذا قابلته به (٥) أ. هـ.


(١) أخرجه البخاري (٥٩٩١)، وأبو داود (١٦٩٧)، والترمذى (١٩٠٨).
(٢) المفاتيح (٥/ ٢٠٧).
(٣) الكواكب الدرارى (٢١/ ١٦٠).
(٤) النهاية (٥/ ١٩١ - ١٩٢).
(٥) مجمل اللغة (١/ ٧٨٨).