للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٨٠٥ - وَعَن عَائِشَة - رضي الله عنها - عَن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ الرَّحِم مُتَعَلقَة بالعرش تَقول من وصلني وَصله اللّه وَمن قطعني قطعه اللّه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم (١).

قوله: وعن عائشة - رضي الله عنها -، تقدمت ترجمتها.

قوله: "الرحم متعلقة بالعرش" الرحم مشتقة من الرحمن الرحيم موجودة في حروف لفظة الرحمن وكلا الاسمين من الرحمة فمعنى صلة الرحم رحمة من اللّه تعالى الرحيم الكريم على عباده لأنه يحصل لواصل الرحم رحمة من اللّه تعالى.

قوله: تقول: "من وصلني وصله اللّه ومن قطعني قطعه اللّه" الحديث، قال العُلماء: وحقيقة الصلة العطف والرحمة وصلة اللّه على عباده لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه أوصلتهم بأهل ملكوته الأعلى وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته (٢)، أ. هـ.

قال بعض العُلماء: فخاصة الصلة صلة الرب تبارك وتعالى، فيا سعادة من [حصلت] له وأربح معاملته (٣).

وفي هذا الحديث ما يشعر بأن الصلة أرجح من صنائع المعروف لأن الرحم معقلة بالعرش وأي قرب هكذا ثم هي على مر الأنفاس تقول من وصلني وصله اللّه، وأي دعاء أجمع من هذا أو يسمع له أو يستجاب مثله


(١) أخرجه البخاري (٥٩٨٩)، ومسلم (١٧ - ٢٥٥٥).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١١٢ - ١١٣).
(٣) حدائق الأولياء (١/ ٥١٤).