للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله: وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -، زوج الزبير بن العوام أم عبد اللّه بن الزبير، لما قتل ابنها عبد اللّه قال لها ابن عمر اصبري فقالت: وكيف لا وقد أتيت بغي من بغايا بني إسرائيل برأس يحيى بن زكريا، توفيت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - بعد قتل ابنها بعشر ليال وهي ابنة مائة سنة لم يتغير عليها من عقلها شيء (١).

قولها: قالت قدمت عليَّ أمي [في عهد قريش] وهي راغمة. الحديث، وفي رواية لأبي داود: قدمت علي أمي وهي راغبة راهبة، أي: طامعة فيما عندي تَسْأَلنِي الإحسان إليها، يقال: رغب يرغب رغبة إذا حرص على الشيء ورغب فيه، والرغبة السؤال والطلب، وأصل الرغبة الحرص على الجمع والمنع عن الحق وراغمة أي كارهة للإسلام، أ. هـ قاله الحافظ وزاد غيره "ساخطة عليّ" أ. هـ فالمعنى [ذليلة] محتاجة لعطائي.

أفأصلها: أي أفأعطيها شيئًا "صليها"؟ أي: أعطيها؟ يعني: الإحسان إل الكفار، وكان ذلك في زمان معاهدة النبي الكفار ومدة مصالحتهم، قال اللّه تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ} (٢) ولما كان العاجز الذليل لا يخلو من غضب قالوا: ترغم إذا غضب وراغمة أي غاضبة يريد أنها قدمت علي غضبى لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري أو كارهة مجيئها إلى لولا مسيس الحاجة وقيل: راغمة من قومك من قوله تعالى {يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا


(١) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٣٢٩ - ٣٣٠).
(٢) سورة الممتحنة، الآية: ٨.