للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه" الحديث، أي: لصق بالرغام وهو التراب، أ. هـ قاله المنذري، وقال أهل اللغة معناه ذل وقيل كره وخزي كأنه لصق بالرغام بالفتح وهو التراب يقال رغم بفتح الغين المعجمة وكسرها وهو الرغم بضم الراء وفتحها وكسرها وأصله لصق أنفه بالرغام وهو تراب مختلط برمل وقيل الرغم كلّ ما أصاب الأنف مما يؤذيه (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما أو كليهما فلم يدخلاه الجنة" الجنة.

قوله: "أو أحدهما أو كلاهما" كذا في نسخ المصابيح المعتمدة وكثير من نسخ مسلم وفي بعضها أحدهما أو كليهما وخص الكبر لأنه أحوج إلى الخدمة بالنصب بدل البعض من والديه، قال القرطبي (٢): وهو الرِّواية الصحيحة وأما الرفع فعلى الابتداء ويتكلف لهما إضمار الخبر واللّه أعلم.

وخص الكبر لأنه أحوج إلى الخدمة.

وقوله: "فلم يدخلاه الجنة" أي: بسبب عقوقه وتقصيره في حقوقهما ثم إن كان هو مستحلا لذلك لم يدخل الجنة مطلقا وإلا لم يدخل فيها قبل العقوبة على ما ارتكبه من العقوق، ففي هذا الحديث الحق على بر الوالدين وعظم ثوابه ومعنى الحديث أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة أو النفقة أو غير ذلك سبب لدخول الجنة فمن قصر في ذلك فإنه يحرم دخول الجنة


(١) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٠٨ - ١٠٩).
(٢) المفهم (٢١/ ٦٦).