للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أشرفهم وأحسبهم وفي الحديث أيضًا: "خير الأمور أوسطها" وذلك أن كلّ خصلة محمودة لها طرفان مذمومان فإن السخاء وسط بين البخل والتبذير والشجاعة وسط بين الجبن والتهور والإنسان مأمور أن يجتنب كلّ وصف مذموم ويجتبنه بالتعري منه والبعد عنه فكلما ازداد منه بعدا ازداد منه تعريا وأبعد الجهالات والمقادير والمعاني من كلّ طرفين وسطهما وهو غاية البعد عنهما فإذا كان في الوسط فقد بعد عن الأطراف المذمومة بقدر الإمكان (١) أ. هـ قاله في الديباجة.

لطيفة: ما الحكمة في أن الوالد أوسط أبواب الجنة؟ قال شيخ الإسلام قاضي القضاة جلال الدين البلقينى: الذي ظهر لى واللّه أعلم أن الحكمة في ذلك هي أن المعاملة على ثلاثة أقسام معاملة مع الخالق ومعاملة مع الوالد الذي هو واسطة في الإيجاد ومعاملة مع الخلائق سواه فلذلك كان الوالد وسطا بهذا الاعتبار وقد عد من الأبواب باب الصلة فيشمل ذلك من بر والديه وغيرهما فمعاملة الخلق باب التوحيد وهو باب التوبة وباب الصلاة وباب الصوم وباب الحج، وفي معاملة المخلوقين باب الزكاة وباب الجهاد وإن كان فيهما حق اللّه إلا أن أغلبهما متعلق بالآدميين وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، أ. هـ.

٣٧٥٤ - وَعَن ابْن عمر - رضي الله عنهما - قَالَ كَانَ تحتي امْرَأَة أحبها وَكَانَ عمر يكرهها فَقَالَ لي طَلقهَا فأبيت فَأتى عمر رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ لي


(١) النهاية (٥/ ١٨٤).