للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومسلم منها على ستة، وانفرد البخاري بأحد عشر، ومسلم بحديث، وسبب قلة رواياته مع تقدم صحبته وملازمته النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث واعتناء التابعين بسماعها وتحصيلها وحفظها، وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - من حين أسلم إلى أن توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يفارقه في حضر ولا سفر، وكما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا ويأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار بكرة وعشيًا، الحديث، ومنها: أنه لم يرد في القرآن الكريم اسم الصحبة لغيره، قال الله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (١) والمراد به: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بالاتفاق، وورد النص القاطع في صحبته، قال بعض العلماء: من أنكر صحبة أبي بكر كفر لتكذيبه نص القرآن (٢).

ومنها: قوله تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} فكان له في هذه المعية والتسمية مزيد اختصاص لم يشاركه فيه صحابي، وكان اسم أبي بكر في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفارق اسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان يقال له: يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعده: يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفي " ومنها: أنه أول من أسلم من الرجال، ومنها: تسميته صديقا، قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ


(١) سورة التوبة، الآية: ٤٠.
(٢) قاله الحسين بن الفضل كما في تفسير البغوى (٤/ ٤٩)، والطيبى في شرح المشكاة (١٢/ ٣٨٥٠)، ونقله القرطبي في التفسير (٥/ ١٤٦)، والعينى في عمدة القارى (١٦/ ١٧٣)، والهيثمى في الزواجر (ص ٤٩).