للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله: وعن أبي هريرة تقدم الكلام عليه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضي دينه" الحديث قال النووي في شرح المهذب (١): قال الأزهري: نفس الإنسان لها ثلاث أمعان.

أحدها: بدنه قال: اللّه تعالى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (٢)، والثاني: الدم الذي في جسد الإنسان، والثالث: الروح التي إذا فارقت البدن لم يكن بعده حياة قال: وهو المراد بالنفس في هذا الحديث قال: فكأن نفس المؤمن تعذب بما عليه من الدين حتى يؤدي عنه هكذا قاله الأزهري، قال النووي: والمختار أن معناه أن نفسه مطالبة (بما عليه ومحبوسة) عن مقامها (الكريم) حتى يقضى دينه لا أنه يعذب لاسيما أن كان قد خلف وفاء وأوصى به وقد نص الشافعي والأصحاب على المسارعة إلى قضاء الدين عن الميت والتوصل (إلى إبرائه) منه قال الشيخ أبو حامد: إن كان للميت دراهم أو دنانير قضي الدين منها وإن كان عقارا أو غيره مما يباع سأل غرماءه إن (يحتالوا) عليه (ليصير) الدين (في ذمة وليه) وتبرأ ذمة الميت هذا لفظ الشيخ أبي حامد ونحوه في المجموع والتجريد للمحاملي (والعدة) للطبري (وقال) الشافعي في الأم (٣): (في آخر باب القول عند الدفن إن كان) الدين ليستأخر (سأل غرماءه) أن يحللوه ويحتالوا به عليه وإرضاءهم منه بأي وجه كان هذا نصه وهو نحو ما تقدم، وفيه إشكال لأن ظاهره أنه بمجرد تراضيهم يصير في


(١) المجموع (٥/ ١٢١ - ١٢٤).
(٢) سورة المائدة، الآية: ٤٥.
(٣) الأم (١/ ٣١٨).