للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والمرجئة والمجسمة، والرد على هؤلاء من البدع الواجبة؛ وللبدعة المندوبة أمثلة، منها: أحداث الربط والمدارس وكل إحسان لم يعهد في العصر الأول، ومنها: التراويح والكلام في دقائق التصوف والجدل، ومنها: جمع المحافل للاستدلال في المسائل إن قصد بذلك وجه الله؛ وللبدع المكروهة أمثلة: كزخرفة المساجد وتزويق المصاحف، وأما تلحين القرآن بحيث يغير ألفاظه عن الوضع العربي فالأصح أنه من البدع المحرمة؛ وللبدع المباحة أمثلة، منها: المصافحة في عقيب الصبح والعصر، ومنها: التوسع في اللذيذ من المأكل والمشرب والملابس والمساكن ولبس الطيالسة وتوسيع الأكمام، وقد يختلف في بعض ذلك. فيجعله بعض العلماء من البدع المكروهة، ويجعله آخرون من السنن المفعولة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما بعده، وكذلك الاستعاذة والبسملة، هذا آخر كلامه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه"، أي: أحق، قال الأصحاب: فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا احتاج إلى طعام أو غيره وجب على صاحبه بذله له - صلى الله عليه وسلم -، ولكن هذا وإن كان جائزًا لم يقع (١).

قوله: "من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ"، الضياع والضيعة: بفتح الضاد العيال المحتاجون الضائعون، والمراد: من ترك أطفالًا وعيالًا وذا حاجة يضيعون بعده، أي: لا شيء لهم (٢)، قيل: إنه كان - صلى الله عليه وسلم -


(١) شرح النووي على مسلم (٦/ ١٥٥).
(٢) شرح النووي على مسلم (١١/ ٦١).