للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

القحط أو زواله عند خوف التأذي به سواء كان خاصا به أو عاما، ويستحب أيضا سجود الشكر عند اندفاع النقم كنجاة من غرق أو عدو ونحو ذلك، واحترز بتجدد النعمة عن استمرارها فإنه لا يسجد لها لاستمرار النعيم لأنها لا تنقطع فيؤدي ذلك إلى استغراق العمر في ذلك (١)، ففي هذه الأحاديث دلالة ظاهرة لمذهب الشافعي والإمام أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي ثور وهو مذهب الليث بن سعد والجمهور ونقل شارح المنظومة عن الإمام أبي حنيفة أن سجود الشكر ليس بقربة بل هو مكروه لا يثاب عليه وتركه أولي، وعن الإمام مالك روايتان أشهرهما الكراهة، والثانية: أنه ليس بسنة (٢) وذكر بعضهم أن ذلك منسوخ ولو كان ذلك منسوخا لم يخف على هؤلاء الأكابر كأبي بكر وعلي وغيرهما الذين سجدوا للشكر والصحابة أعرف بتفسير الحديث من غيرهم والذي قاله [ ....... ] ويفتقر سجود الشكر إلى شروط الصلاة من الطهارة واستقبال القبلة وغير ذلك من الشروط، وحكمه حكم سجود التلاوة خارج الصلاة، واتفق العلماء على تحريم سجود الشكر في الصلاة فإن سجد فيها بطلت صلاته بلا خلاف، ولو قرأ آية سجدة ليسجد بها للشكر ففي جواز السجود وجهان أصحهما يحرم وتبطل به صلاته وهما كالوجهين فيمن قصد المسجد في وقت النهي ليصلي التحية لا لغرض آخر والله أعلم.


(١) النجم الوهاج (٢/ ٢٨٠ - ٢٨١).
(٢) انظر المجموع (٤/ ٧٠).