للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الاكتفاء عن المسألة بالثناء بحديث مالك بن الحارث "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" وأنشد قول الشاعر:

أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... وفاؤك إن شيمتك الوفاء

إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاه من تعرضه الثناء

وطريق الجمع بينهما هو أنه إذا أشغل نفسه بالثناء قاصدا به التعرض للدعاء [قام] مقامه وناب منابه وكان أبلغ منه وإن قصد الثناء لثوابه كان له ثوابه ولم يدلّ بمطلقه على أن له مطلق ما معينا دنيويا كان أو أخرويا ولهذا قال القائل للنبي - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء لربي فما لي أي إن هؤلاء الكلمات تتضمن تعظيم الرب عَزَّ وَجَلَّ فما يكون مطلوبي فعلمه الكلمات الأخر، ومعنى قوله سبحان اللّه أي تنزيه اللّه.

قوله: "ولا حول ولا قوة إلا باللّه" وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الكلمة كنزا من كنوز الجنة في قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي موسى هل أدلك على كنز من كنوز الجنة فذكرها وبإجماع المسلمين على إطلاقها يستدل على المعتزلة في قولهم أن أفعال العبد مخلوقة لهم واللّه تعالى خالق كلّ شيء كما قال سبحانه وتعالى ممتدحا {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (١)، تعالى اللّه عما يقول الظالمون علوا كبيرًا واللّه تعالى أعلم قاله في الديباجة (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ولا حول ولا


(١) سورة فاطر، الآية: ٣.
(٢) كتاب الديباجة في شرح سنن ابن ماجه، لا يزال مخطوطًا كما سبق الإشارة إلى هذا.