البخاري ومسلم على حديث، روى عنه ابن عباس وجابر والمقدام بن معدي كرب وأبو أمامة بن سهل الصحابيون وغيرهم من التابعين، وكان - رضي الله عنه - من المشهورين بالشجاعة والشرف والرياسة، قال الزبير بن بكار وغيره: وكان خالد هو المقدم على خيول قريش في الجاهلية ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعنة الخيل فيكون في مقدمتها، أرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أكيدر صاحب دومة فأسره وأحضره عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصالحه على الجزية ورده إلى بلده، وأرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب من مدلج فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم، وأمره أبو بكر الصديق على قتال مسيلمة الكذاب والمرتدين باليمامة وكان له في قتالهم الأثر العظيم، وله الآثار العظيمة المشهورة في قتال الروم بالشام والفرس بالعراق، وافتتح دمشق، وكان في قلنسوته شعر من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستنصر به وببركته فلا يزال منصورًا، ولما حضرت خالدًا الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية وها أنا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء، وما لي عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها [الجبناء جمع جبان والجبن الخوف وعدم الإقدام على الشيء]، وتوفي - رضي الله عنه - في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين، وكانت وفاته بحمص وقبره مشهور على نحو ميل من حمص، وقيل: توفي بالمدينة، قاله أبو زرعة الدمشقي عن دحيم، والصحيح الأول، وحزن عليه عمر والمسلمون حزنا شديدا عظيما، ولما حضرته الوفاة