للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي المسألة خلاف مشهور ولكن تقديم زيد على الجميع ضعيف وهاجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وخيبر وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المسلمين يوم بدر، وكان - رضي الله عنه -: من الرماة المذكورين وزوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - مو لاته أم أيمن فولدت له أسامة وتزوج زينب بنت جحش أم المؤمنين ثم طلقها ثم تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقصته في القرآن العظيم في سورة الأحزاب، قال العلماء: ولم يذكر الله عز وجل في القرآن باسم العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إلا زيدًا في قوله تعالى {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} (١)، ولما جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجيش إلى غزاة مؤتة جعل أميرهم زيد بن حارثة، وقال: "إن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب فعبد الله بن رواحة" فاستشهدوا ثلاثتهم بها - رضي الله عنهما - وحزن عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون، روي لزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثا وروي عنه ابنه أسامة بن زيد - رضي الله عنه -، قال النووي (٢): روينا في صحيح البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين أمر أسامة بن زيد فطعن بعض المنافقين في إمارته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ من بعده" (٣)، وقد ذكر تمام الرازي في فوائده أن حارثة والد زيد أسلم حين جاء في طلب


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٧.
(٢) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٣٥).
(٣) أخرجه البخاري (٤٢٥٠).