للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الذي لا أهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريبًا كما كان أي يقل المسلمون آخر الزمان فيصيرون كالغرباء (١) فطوبى للغرباء أي الجنة، أولئك المسلمين الذين كانوا أول الإسلام ويكونون في آخره، فطوبى فعلى من الطيب، تقول العرب طوباك طوبى لك وأما طوبى التي في القرآن وحسن مآب، فروي عن ابن عباس أن معناها [الجنة] وقرة عين، وقال عكرمة: نعم ما لهم وقال الضحاك: عطية لهم، وعن قتادة: أصابوا خيرًا، وقيل: دوام الخير، وقيل الجنة، وقيل: شجرة فيها، وكل هذه أقوال محتملة في الحديث (٢)، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا بلزومهم دين الإسلام (٣)، [يريد - صلى الله عليه وسلم - لأنهم قاموا بأمر الله في بلاده وعباده حيت تقاعدت همم الناس عن القيام انتهى قاله في لطائف المنن لابن عطاء الله (٤) والله تعالى أعلم.

قال الغزالي في الإحياء في أواخر الباب الثالث من أبواب العلم (٥): قد صارت تلك العلوم [غريبة] بحيث يمقت [ذاكرها] ولذلك قال الثوري: إذا رأيت العالم كثير الأصدقاء فاعلم أنه مخلط لأنه إن نطق بالحق أبغضوه (٦)] وقال أبو العباس القرطبي: يحتمل أن يريد بالحديث المهاجرون إذ هم


(١) النهاية (٣/ ٣٤٨).
(٢) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٧٦).
(٣) النهاية (٣/ ٣٤٨).
(٤) لطائف المنن (ص ١٥٧).
(٥) إحياء علوم الدين (١/ ٣٨).
(٦) زيادة في المخطوطة المغربية.