للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال الحسن البصري: المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها ولا ينافس في عزها للناس حال وله حال (١).

ومن صفات هؤلاء الغرباء التمسك بالسنة إذا رغب الناس عنها وترك ما أحدثوه وإن كان هو المعروف عندهم وهؤلاء هم القابضون على الجمر فالإسلام الحقيقي غريب جدا وأهله بين الناس غرباء ولقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن الدين الذي جاء به أنه بدأ غريبا وسيعود غريبا وإن أهله يصيرون غرباء ولكن أهل هذه الغربة هم أهل الله حقا فإنهم لم يأووا إلى غير الله ولم ينسبوا إلى غير رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يدعوا إلى غير ما جاء به فهذه الغربة لا وحشة على صاحبها فوليه الله ورسوله والذين آمنوا وإن عاداه أكثر الناس وجفوه (٢) قاله في تهذيب النفوس، قال - صلى الله عليه وسلم -: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء، فقيل ومن الغرباء يا رسول الله؟. قال ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" (٣) وفي رواية "الغرباء ناس صالحون بين ناس كثيرون، من يبغضهم أكثر ممن يحبهم" (٤) رواه أحمد وفي الترمذي: "فطوبى للغرباء. قيل ومن الغرباء قال: الذين يصلحون إذا فسد


(١) الغرباء (٧) للآجرى.
(٢) مدارج السالكين (٢/ ١٨٦ - ١٨٨ بتصرف).
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٧٧٥) والمسند (٢٣)، وابن وضاح في البدع (١٦٨)، والآجرى في الغرباء (٦). وصححه الألباني في الصحيحة (١٦١٩).
(٤) أخرجه أحمد ٤/ ٧٣ (١٦٦٩٠) عن عبد الرحمن بن سنة. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٢٧٨: رواه عبد الله والطبراني، وفيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.