للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تتمة: حديث أنس: وروى ابن المبارك شطره الأخير ولفظه "إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين بابا من ميتة السوء" يدرأ بالدال المهملة أي يدفع وزنه ومعناه ا. هـ، واعلم ان النبي - صلى الله عليه وسلم - حث على الصدقة قبل أن يمر الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها ففي صحيح مسلم (١) من حديث حارثة بن وهب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "تصدقوا، فيوشك الرجل يمشي بصدقته، فيقول الذي أعطيها: لو جئتنا بها بالأمس قبلتها، فأما الآن، فلا حاجة لي بها، فلا يجد من يقبلها" السبب المقتضي لعدم قبول الصدقة إذ ذاك ما يخرجه الله تعالى من كنوز الأرض فلا يجد الإنسان من يقبل صدقته ففيه الحث على المبادرة بالصدقة واغتنام مكانها قبل تعذرها ففي ذلك الزمان تظهر الكنوز ويقل الناس بعد هلاك يأجوج ومأجوج (٢) ونبه بذكر الذهب على أن غير الذهب من باب أولى أن لا يقبل ثم روى مسلم (٣) في صحيحه عقبه عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقِيءُ الأَرْضُ أَفْلَاذَ كبِدِهَا، أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَتَلْتُ، وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا".


(١) مسلم (١٠١١).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ٩٦)، وكشف المناهج (٢/ ١٢٢)، وطرح التثريب (٤/ ٢٧).
(٣) صحيح مسلم (١٠١٣).