للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان قدوم أبي هريرة - رضي الله عنه - سنة سبع والنبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر فسار إلى خيبر حتى قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قدم معه إلى المدينة وكان أبو هريرة - رضي الله عنه - بعيد ما بين المنكبين ذا ضفيرتين أفرق الثنيتين يصفر لحيته ويعفها، ويحف شاربه، وكان أحسن الناس خلقا مزاحا - رضي الله عنه - (١) ومناقبه كثيرة مشهورة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما يبعث الناس على نياتهم" الحديث، وفي الرواية الأخرى: "يحشر الناس على نياتهم" الحديث، فمن كانت نيته في الدنيا النصحية للّه ورسوله والمسلمين ويحب لهم ما يحب بُعث على هذه النية وجُوزِي عليها وإن كانت نيته بضد ذلك بعث عليها واستحق الجزاء بها، واللّه أعلم.

١٩ - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - إِن اللّه لا ينظر إِلَى أجسامكم وَلا إِلَى صوركُمْ وَلَكِن ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ" (٢) رواه مسلم.

قوله: وعن أبي هريرة أيضًا، تقدم الكلام على مناقبه في الحديث قبله.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن اللّه لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم [وأموالكم] ولكن ينظر إلى قلوبكم وفي حديث آخر: "إن اللّه لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (٣) الحديث، معنى النظر هاهنا [الإحسان] والرحمة والعطف، لأن النظر في الشاهد دليل المحبة وترك النظر دليل البغض والكراهة وميل الناس إلى الصورة المعجبة والأموال الفائقة


(١) المعارف (ص ٢٧٨).
(٢) أخرجه مسلم رقم (٢٥٦٤).
(٣) أخرجه مسلم رقم (٢٥٦٤).