للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يكون مصدر كف يكف كفًا ويكون معناه الحفظ والصيانة فكأنه قال: تلك الصدقة في حفظ الله وكلاءته فلا ينقص ثوابها ولا يبطل جزاؤها ويحتمل أن يكون الكف عبارة عن كفة الميزان التي يوزن فيها الأعمال فتكون من باب حذف المضاف فكأنه قال: فتربو في كفة ميزان الرحمن (١) ا. هـ.

وقال الماوردي (٢): وغيره هذا الحديث وشبهه إنما عبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما اعتادوا في خطابهم ليفهموا فكنى هنا عن قبول الصدقة بأخذهها بالكف وعن تضعيف أجرها بالتربية قال القاضي عياض (٣) رحمه الله تعالى: لما كان الشيء الذي يرتضي ويعز يلتقي باليمين ويؤخذ بها استعمل في مثل هذا واستعير القبول والرضى إذا الشمال بضده في هذا وتقدم مثله عن الخطابي (٤) قال: وقيل المراد بكف الرحمن هنا وبيمينه كف الذي تدفع إليه الصدقة وإضافتها إلى الله تعالى إضافة ملك واختصاص لوضع هذه الصدقة فيها لله عز وجل ا. هـ.


(١) المفهم (٩/ ٢٩). إن لله تعالى يدين كما في قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤] والأحاديث الواردة في إثبات اليد لله تعالى كثيرة، حتى إن النصوص تزيد على مائة فيها إثبات صفة اليد لله تعالى، فنثبتها إثباتًا حقيقيًا يليق بجلاله وعظمته، دون أن نشبهها بالأيدي المعروفة من أيدي المخلوقات، ودون أن نؤولها كما أولها هنا المؤلف.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٦/ ٢٦٣): "إن لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله". وانظر كذلك: أصول الاعتقاد للالكائي (٣/ ٤١٢).
(٢) الحاوي الكبير (٣/ ١٠٦)، وكذا قال المازرى كما في المعلم (٢/ ٢٥).
(٣) ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٥٠٦).
(٤) ينظر: معالم السنن (٢/ ٤٣)، وشرح النووي على مسلم (٧/ ٩٨)، وحياة الحيوان (٢/ ٣٠٥).